كل يوم

رسائل اجتماعية قيّمة من «عرس الخير»..

سامي الريامي

أنهينا في «الإمارات اليوم» مبادرتنا الأولى في عام الخير، وهي واحدة من سلسلة مبادرات اجتماعية، تعمل على تنفيذها الصحيفة، تفاعلاً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، حفظه الله، عام 2017 عاماً للخير، وسيراً على نهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يتابع باهتمام جميع أنشطة وفعاليات عام الخير ويباركها.

المبادرة الأولى كانت «عرس الخير»، التي هدفت إلى بث الفرحة في نفوس خمسين شاباً مواطناً وأسرهم من خلال مساعدتهم على الزواج، وتنظيم عرس جماعي لهم، ولعل أبرز نتائج هذه المبادرة كانت في التفاعل الكبير والتنسيق والمساندة والدعم من القطاع الخاص للمجتمع والمواطنين، فقد برز دور رجال الأعمال المواطنين بشكل واضح وبحرص شديد منقطع النظير، وبشكل يؤكد اهتمامهم ووقوفهم إلى صف الشباب والمجتمع.

«عرس الخير» تحملت تكاليف تنظيمه بالكامل مؤسسة خلف الحبتور للأعمال الإنسانية، هذه المؤسسة نظمت كل تفاصيل حفلة العُرس، وتحملت كل التكاليف اللازمة، وأسهمت في مساعدة كل «معرس» مواطن بمبلغ أربعين ألف درهم، وهذا دون شك نابع من إيمانها العميق بضرورة المساهمة المجتمعية، وخدمة شباب الإمارات، والوقوف بجانبهم لتأسيس خمسين أسرة إماراتية سعيدة، وهُنا يكمن الهدف الرئيس، وهُنا تأتي أهمية «العرس الجماعي» في تأكيد مشاركة القطاع الخاص كشريكٍ استراتيجي مساند للمواطنين في أبرز قضاياهم الاجتماعية.

ولعل أجمل ما واجهنا عند الاستعداد لتنظيم هذا العُرس المميز، هو تنافس وتفاعل العديد من أصحاب الأعمال، المواطنين والمقيمين، من مختلف المستويات، للمساهمة في العُرس، وبأي شكل، وجميعهم لا يهدفون إلا رد الجميل إلى هذا الوطن، ودعم ومساندة شبابه، لم يهدفوا لترويج سلعة أو محل تجاري، ولم يسعوا إلى شهرة أو أموال إضافية، لم يطلبوا أي شيء، ولم يشترطوا نظير مشاركتهم أي شرط، لا يريدون إلا المساهمة المجتمعية في هذا التجمع الاجتماعي.

لم نذهب لهم، ولم نخاطبهم برسائل رسمية، بل فوجئنا بهم يعرضون خدماتهم المجانية للشباب، ولا يريدون منا مقابلاً لذلك، حتى من خلال النشر، ما يدل على رقيّهم ونُبل هدفهم.

الفاضل محمد بوحليقة أخذ على عاتقه تفصيل خمسين بشتاً لجميع المعاريس، قدم لهم أجود الأنواع، وجميعنا يعلم أنه في مناسبة كهذه فإن البشت يُصبح أولوية، ووجوده أساس وضرورة، والاحتفاظ به ذكرى خالدة تبقى طويلاً، ولذلك بادر الأخ بوحليقة من نفسه، دون أن يطلب منه أحد، وأسهم في رسم الفرحة والبسمة على وجوه المعاريس، من خلال توفير البشوت لهم.

والفاضل ماجد العوضي، شاب إماراتي مبتدئ في عالم «البيزنيس»، لا يملك مئات الملايين، لكنه يملك الحب والإخلاص لوطنه وإخوانه الشباب، وعلى الرغم من كونه صاحب محل خياطة صغير نسبياً فإنه أصرّ على تفصيل «كندورتين» لكل معرس، وترك لهم حرية اختيار الأقمشة الموجودة، كما وفر لهم القطنيات و«الغتر»، أيضاً لم يطلب منه أحد ذلك، بل هو من سعى وبادر واتصل وألح في الطلب حتى يشارك إخوانه الشباب فرحتهم.

ومثلهم أيضاً فعل ذلك المُقيم العربي صاحب عيادة «لوميير»، الذي أسهم في توفير خدمات بقيمة عشرة آلاف درهم لكل معرس وعروس، يفعلون ما يريدون بها في عيادته، وبإجمالي يصل إلى نصف مليون درهم، فعل ذلك وهو فرح ومسرور، وهو يقول: «أنا أشعر بأنني ابن الإمارات، ما وجدته هنا من حب لا يمكن أن أجده في مكان آخر، لابد أن أسهم في خدمة هذا البلد وهذا المجتمع، فلولاهما لما حققت أنا وغيري أي نجاح».

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر