مزاح.. ورماح

«أجسادٌ لا تبلى..!»

عبدالله الشويخ

للمرة الثالثة تطل علينا الممثلة الهوليوودية سكارليت جوهانسون، بثيمة الجسد الخارق، كانت هذه المرة عبر فيلم «شبحٌ في صَدَفة»، الذي يتحدث عن امتلاك البشر في القريب أجساداً نصف آلية، ويعرض في السينما هذه الأيام.. وكانت الممثلة ذاتها قد لعبت دورين آخرين في فيلمين حققا نجاحاً كبيراً، هما فيلم «لوسي»، الذي تستطيع فيه تطويع كل قوى العقل البشري والجسد للوصول إلى مرحلة الكمال في الأداء، وفيلم «الجزيرة»، الذي يستبدل فيه البشر قطع غيار أجسادهم بالسهولة نفسها التي نستبدل فيها اليوم «سفايف كورولا 2006».

تذكرت هذا بالنسبة لممثلة واحدة وصالة عرض واحدة لا أعرف الطريق لغيرها، ولاشك في أن الأفلام التي تدور حول ثيمة «البيرفت بودي» كثيرة، فالحصول على الأجساد المثالية، والحفاظ عليها لم يعد مرتبطاً بمشاهدة مجموعة من الأفلام، والتحسر على الواقع المرير ومداعبة الكرش، إنما أصبح هوساً حقيقياً لا يرتبط مداه الجغرافي بجزيرة العرب، وعمليات الزرع من الأعلى والقص من الأسفل، بل أصبح هوساً عالمياً، إذ تتصدر (إعلانياً) منتجات كل ما له علاقة بالحصول على المنظر والجسد المثالي كل الوسائل، بدءاً من الشامبو المضاد للقشرة، وانتهاء بآلاف الطرق المختلفة التي تجعل جسدك يشبه جسد ألبيرتو سامينوتي، خلال ثلاثة أسابيع.

من هو ألبيرتو سامينوتي؟ في الحقيقة أنا أيضاً لا أعلم، لكنني أشعر بأن موسيقى بعض الأسماء، خصوصاً اللاتينية والإيطالية، تجعلك دائماً تفكر في جسد رياضي ممشوق، وتوقيع «سكس باك» واضح، وسمانتين في القدمين، تود لو أنك تموت لأجلهما، كما يقول التعبير الأميركي الشهير.

الواقع يقول إن الحلم سيبقى بعيداً طالما لم يخترع أحدهم آلة للزمن، تجعلنا نعود إلى الوراء ونغتال اثنين، الأول هو طباخ الخليفة سليمان بن عبدالملك، الذي يقال إنه أول من اخترع الكنافة، والثاني هو شخص موغل في القدم لا يوجد ذكر له في التاريخ الحميري أو السبأي، لكنه كما خمنت أول من فكر بطريقة طبخ المندي، عليه من الله ما يستحق.

وإلى ذلك الحين سنبقى تائهين بين كلا الطرفين اللذين وللمصادفة كلاهما يحلف بالعلم، الطرف الأول الذي تغرق منتجاته الخاصة بالتخسيس السوق بأسماء رعب لأسلحة أميركية «إف-16» و«إم جي 42»، وربما أخيراً «إم 1 إبرامز». وكل برنامج يعدك بفقدان ثلاثة أرباع وزنك خلال أسبوعين، وبتقنية أميركية لا تقل فداحة وتأثيراً عن تأثير أسلحتهم الكلاسيكية، بينما الطرف الآخر المكون من مجموعة من الخبراء المعتبرين يحلف بدوره بأن كل تلك البرامج تسبب تلفاً للكلية، وجفافاً وربما ستفقد معها القدرة على الإنجاب.. الجهة نفسها التي ترخص لبرامج الفئة الأولى، كما تقول إعلاناتهم، هي الجهة نفسها التي يعمل معها وفيها خبراء الطرف الآخر، فمن نصدق؟ و«نعمل إيه»؟

في رأيي افعل مثلي، واقطع تذكرة بدلاً من المعدة.. وشاهد أحلام المستقبل لحين حل الإشكال!

#عبدالله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر