أبواب

مخابئ للحرب النووية

أحمد حسن الزعبي

جرّبت أميركا قبل أيام أضخم قنبلة غير نووية في الوجود وأسمتها أم القنابل، ما قد يستفزّ روسيا فتكشف بعد أيام عن قنبلة جديدة تسميها «أبو اللي خلف القنابل»، وكوريا الشمالية هي الأخرى «ترقص من غير دف»، فإذا أطلق فتى طائش في حارته ألعاباً نارية في الهواء فإنها تردّ عليه في اليوم التالي بصاروخ مدمّر؛ لذا فالوضع في العالم غير مطمئن على الإطلاق، ثم ما حاجتنا إلى هذا العالم الواسع إذا كان من يتحكّم به «ضيّق» الأفق؟!

بدأت بعض الشركات في روسيا ببناء مخابئ مجهزة فيها كل ما يحتاجه المرء للعيش والبقاء اليومي، لكن هناك عيب وحيد في هذه المخابئ أنها للأغنياء فقط.

هناك تقارير صحافية كثيرة تتساءل ماذا لو نشبت حرب نووية؟ فـ«ليغو» العلاقات قد بدأ بالتفكك، أميركا تراجع الملف النووي الإيراني، وتهدد كوريا الشمالية، الأخيرة أصدرت فيديو تتخيّل فيه كيف ستمسح الولايات المتّحدة الأميركية عن الوجود، وروسيا ليست بعيدة عن هذه الأجواء المشحونة، و«إسرائيل» ترقد على كوم من القنابل النووية تنتظر ارتفاع حرارة الصراع حتى تفقسها فوق رؤوسنا دفعة واحدة.

في ظل هذه الأجواء المشحونة بالنووي، بدأت بعض الشركات في روسيا ببناء مخابئ مجهزة فيها كل ما يحتاجه المرء للعيش والبقاء اليومي، حسبما ذكر موقع «انونيماس»، لكن هناك عيب وحيد في هذه المخابئ أنها للأغنياء فقط، ليس للأغنياء فحسب بل لبالغي الثراء، حتى الموت صار طبقياً، إذا كنت ثرياً فأنت تستحق الحياة وإذا كنت فقيراً فأنت مخيّر بين الموت أو التشوّه والإعاقات مدى الحياة والمساهمة في إنتاج ذرية معاقة من بعدك! طبعاً إذا لم تكن ترغب في الاشتراك مع تلك الشركات فقد اقترح موقع «انونيماس» عليك بعض الأماكن التي قد تنجيك من الموت النووي، مدينة «بيرث» مثلاً وهي من المدن النائية في أستراليا التي لن تنالها الحرب النووية، وإذا كان المشوار بعيداً عليك في أستراليا، تستطيع ان تستبدله باللجوء إلى نيوزيلندا والمحيط الهادئ وجزر المارشال، هناك يقولون إنه لن يصل التأثير النووي لا اللهيب ولا الأشعة.

شخصياً إذا ما وقعت حرب نووية - لا سمح الله ـ فلن أطير إلى أستراليا ولا نيوزيلندا لأعيش مع خرافها السمينة والسعيدة، على العكس تماماً، فإذا ما وقعت الحرب النووية بين الدول المذكورة أعلاه، فأول ما سأطلبه أن يعطيني الطيار موعد وإحداثيات سقوط القنبلة النووية بالسنتيمتر، لا لشيء، فقط لأقف تحتها تماماً، أريدها هنا في منتصف الرأس ـ لو سمحت - وإياك أن تنحرف أو يتغير مسارها أريدها على المخيخ تماماً.

السبب؟ ماذا يعني أن أبقى حيّاً بينما يموت كل الذين أحبهم؟ هذه أنانية لم أمارسها في السلم فكيف لي أن أمارسها بالحرب، سأختار أن أكون نواة الموت وأنا مرتاح الضمير!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر