5 دقائق

محل ثقة

الدكتور علاء جراد

لو سألتك من الشخص الذي تثق به فمن سيتبادر إلى ذهنك من دون تفكير؟ بالتأكيد إنه من المريح أن يكون هناك شخص أو أكثر تثق بهم، لكن لماذا نثق بشخص بعينه دون آخر؟ هل بسبب سمات شخصيته؟ هل من خلال خبراتنا السابقة مع هذا الشخص؟ هل تظل هذه الثقة ثابتة بمرور الزمن أم قد تتغير؟ وما الصفات والسمات الشخصية التي تجعلنا نثق بالآخرين؟ هل الثقة بالآخرين أمر مهم؟ وهل نحتاج لأن نثق فبهم؟

• أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهني وأنا أفكر في هذه الكلمة قليلة الحروف وعميقة المعنى والأهمية «ثقة».

أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهني وأنا أفكر في هذه الكلمة قليلة الحروف وعميقة المعنى والأهمية «ثقة»، وفي رأيي أننا دائماً وأبداً بحاجة لمن نثق بهم، وبحاجة لنعرف أن هناك ولو إنساناً واحداً على ظهر هذا الكوكب لن يخذلنا أبداً وسيكون هناك دائماً عندما نحتاج إليه، وأن هذا الشخص سيكون دائماً عند حسن ظننا به. إن أهمية وجود هؤلاء الأشخاص في حياتنا يسهل هذه الحياة ويخفف من وطأة الضغوط التي نتعرض لها، وجود من نثق به يجعلنا نتحمل الصعاب ونعرف أننا لسنا وحدنا. إن مفهوم الثقة في حد ذاته كافٍ أن يمدنا بالطاقة الإيجابية وبالراحة النفسية، ولا شك في أن الثقة بالله، عز وجل، قبل أي شيء هي من أعظم القيم والمعاني، وهي طاقة وراحة نفسية لا تنقطع فالله لا يخلف وعده، هذا على الصعيدين الشخصي والاجتماعي، أما على صعيد العمل والأعمال فالثقة أمر حيوي وجوهري، وتسهم في بناء بيئة عمل صحية، حيث تساعد جسور الثقة على تفهم الآخر وحسن الظن والتعاون. أما إذا كنا نعمل مع أشخاص لا نثق بهم فسننشغل دائماً بالتأكد من صدق نياتهم وكذلك بتأمين أنفسنا كي لا نقع في خطأ صغير يستخدم ضدنا، وسينصرف تركيزنا إلى العمل منفردين وبعيداً عن هؤلاء الأشخاص الذين لا نثق بهم، والمشكلة الأكبر إذا انعدمت الثقة مع المدير المباشر، حيث إنه يتخذ الكثير من القرارات المتعلقة بنا، وهنا سنكون دائماً في حالة شك من نيات ذلك المدير.

إن الشخص محل الثقة لا يكذب وسيقول الحقيقة مهما كلفه ذلك، وهو شخص يتبنى المسؤولية وسيحاول فعل المستحيل للوفاء بوعوده وتعهداته، كما أنه يحفظ السر، ويصارحك بالحقائق حتى ولو لم تعجبك، ولن يقول لك ما تحب أن تسمعه فقط، إنه ذلك الشخص الذي تذهب إليه عندما يلتبس عليك أمر ما، وتجد نفسك متردد كثيراً، فتستمتع إليه وتنفذ ما يشير عليك به، وتكتشف أن هذا هو أفضل الخيارات.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر