كل يوم

أميركا تريد كل شيء.. ولابد من تذكيرها بالأرقام!

سامي الريامي

أميركا تريد كل شيء، لا تنظر أبداً إلى المصالح المتبادلة، بقدر ما يهمها المحافظة على مصالحها فقط، تريد حماية ودعم شركات الطيران الأميركية، وتعمل على تقييد شركات الطيران الخليجية، وفي الوقت ذاته تريد تشغيل مصانع الطائرات لديها، وبيعها لدول الخليج، ويجنّ جنونها إن أبرمت تلك الدول اتفاقات شراء من الشركات الأوروبية منافستها اللدودة!

الإدارة الأميركية، وعلى تعاقب السنين، لا تفهم سوى لغة الأرقام، المنبثقة عن المصالح، وهُنا لابد من تذكيرها بتصريحات سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، نذكرها فقط بما قد تكسبه جراء المضي قدماً في عرقلة شركات «طيران الإمارات والاتحاد»، على مستوى شركات الطيران الأميركية، وما قد تخسره في حالة التمادي في ذلك على مستوى الاقتصاد الأميركي، والشعب الأميركي أيضاً!

نذكرها بما قاله سمو الشيخ أحمد بن سعيد، لعلها تتنبّه: «(طيران الإمارات) تنقل يومياً نحو 4000 شخص من وإلى الولايات المتحدة، واستثمرت نحو 140 مليار دولار في الولايات المتحدة، ووفرت أكثر من مليون وظيفة، عبر صفقاتها وعملياتها الأميركية»، مضيفاً أنه «لا يساوره أي قلق في ما يخص مسألة الأجواء المفتوحة مع الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن «الأمر يجب أن ينظر إليه بذهن منفتح!».

«طيران الإمارات» وحدها كانت طلبت 346 طائرة بوينغ 777، بقيمة 140 مليار دولار، بسعر السوق منذ 1991، بما في ذلك أعمال الصيانة والإصلاح، وتلك الطلبيات بماضيها وحاضرها وفرت أكثر من مليون وظيفة في الولايات المتحدة، فيما أسهمت «الاتحاد للطيران» في توفير أكثر من 100 ألف وظيفة، وبلغت إسهاماتها في الاقتصاد الأميركي بنحو 10 مليارات دولار في 2016 وحده!

وإذا كانت الولايات المتحدة عازمة على تقييد حركة هاتين الشركتين، فلا داعي أصلاً للاستمرار في طلبيات الشراء، ولا داعي للتوسع في ذلك، فشركاتنا لن تشتري الطائرات كي توقفها في مطاراتنا من أجل عيون الأميركان، إن لم يكن هناك طلب وسوق وركاب فلا داعي لطائرات جديدة، وعلى الإدارة الأميركية توفير مليون و100 ألف وظيفة لهؤلاء الأميركان العاملين، لتوفير طلبيات شراء طائرات شركتي «الإمارات والاتحاد»!

التذرع بالأمن شيء يدعو للسخرية، كان على السلطات الأميركية أن تجتهد أكثر في البحث عن سبب آخر تحافظ به على صدقيتها وهيبتها أمام العالم، وتحافظ على مكانتها كعرابة للرأسمالية القائمة على حرية التجارة في العالم، هذه النظرية التي تغزو بها شركاتها جميع أسواق الكرة الأرضية!

تتذرع بالحفاظ على أمنها خوفاً من استغلال ركاب للأجهزة الإلكترونية في الطيران المباشر بينها وبيننا، وتناست مطارات أوروبية وشرقية ومن دول العالم الثالث، شهدت الكثير من الخروقات الأمنية الخطرة والكبيرة، في حين لم تُسجل إلى يومنا أي حالة اختراق أمني في مطاراتنا، بل هي، ووفق تصنيف منظمة دولية متخصصة، أكثر أمناً من مطارات الولايات المتحدة الأميركية جميعها، دون استثناء، ألا يدعو ذلك للسخرية؟!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر