سوالف رياضية

نحن السبب

عبدالله الكعبي

نتحمل جميعاً هذه النتائج والمستوى المهزوز للمنتخب الوطني الأول في تصفيات مونديال 2018، نحن من أوصل اللاعبين إلى القمة، حتى إن البعض قال إن هذا الجيل أفضل جيل في تاريخ كرة القدم الإماراتية، ولا يقارن بجيل التسعينات، نحن السبب في إيصال لاعبينا إلى قمه الهرم وكأنهم الأفضل في القارة الآسيوية، نحن السبب في نفخ اللاعبين حتى صار البعض منهم يهتم بقصات الشعر أكثر من مستواه الفني، نحن السبب في نفخ دورينا من خلال ترديد تصريحات بأنه الأقوى في المنطقة الخليجية، نحن السبب في ما وصلته حال كرتنا من تراجع مخيف، وهذا الجيل على وشك الانتهاء، نحن السبب في زيادة الرواتب الكبيرة والأرقام الفلكية، وإدارات الأندية تتحمل قسطاً كبيراً من مسؤولية تراجع مستوى الكرة الإماراتية.

لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، فقد ظهرت حقيقة دلع وترف واستهتار البعض.

أعتقد أن حلم الوصول إلى كأس العالم يتضاءل، صحيح أن هناك نقاطاً في الملعب، لكن المستوى لا تبشر بخير، مستوانا وأداؤنا في تراجع.

أودّ أن أذكّر الشارع الرياضي بكم المكافآت التي حصل عليها اللاعبون بعد الفوز بـ«خليجي 21» في البحرين، وهو ما أثر سلبا في اللاعبين، حتى صار اللاعب الدولي مدللاً يحصل على ما يريد من رواتب وهدايا، والكل يعلم بذلك.

كانت هناك فرصة قوية أمام المنتخب لتصدّر مجموعته في تصفيات المونديال، لأن أغلب المنتخبات بالمستوى نفسه تقريباً، لكن للأسف منتخبنا انكشف، لا تكتيك ولا مستوى فني، بل تخبطات فنية وافتقاد للروح القتالية، وبصراحة العقلية الاحترافية عند اللاعبين لا تتطور، وأعتقد أن معلق المباراة، علي سعيد الكعبي، وضع النقاط على الحروف عندما تحدث عن اللاعب الإماراتي، واتحاد الكرة الذي بصراحة يتحمل جزءاً كبيراً مما وصل إليه المنتخب في الوقت الحالي.

الجماهير حضرت وساندت المنتخب في مباراة اليابان، ومن حقها أن تنتقد وبشدة، لأنها تحضر وتؤازر وتخرج حزينة، حيث تتابع منتخب بلادها وهو يهدر النقاط، وفي قلبها الحزن والحسرة لما وصلت إليه حال الأبيض، لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، فقد ظهرت حقيقة الدلع والترف والاستهتار من البعض.

مباراتنا المقبلة أمام أستراليا تعد بمثابة الفرصة الأخيرة لمنتخبنا، صحيح أن الشارع الرياضي انقسم إلى قسمين، قسم أجزم بأن المنتخب خرج رسمياً من التصفيات، وقسم آخر يرى أن الفرصة الأخيرة ستكون في مباراة الغد أمام أستراليا، حسابياً لدينا فرصة، لكن المستوى ضعيف، وأعتقد أننا لا نستحق الصعود إلى كأس العالم، منتخبنا صار مادة دسمة لأن الأغلبية كانوا يتوقعون أن يكون منافساً بشراسة على إحدى بطاقتَي التأهل، لكن للأسف الإحباط بات يسيطر على البعض.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر