5 دقائق

السلوك التنظيمي

الدكتور علاء جراد

كثيراً ما نسمع مصطلح السلوك التنظيمي، خصوصاًُ في المجال الأكاديمي، وربما لم يسمع عنه الكثير منا، إلا أن هذا الموضوع أهم الموضوعات في علم الإدارة، ويمسّ كل إنسان يعمل، أياً كان حجم ونوع المؤسسة التي يعمل فيها، سواء بها عدد قليل من الموظفين أو مئات الآلاف. والسلوك التنظيمي أو Organizational Behaviour فرع أو تخصص ضمن علم الإدارة، الذي يرتبط كثيراً بعلم النفس، ويُعنى بدراسة سلوك الفرد داخل المؤسسات (أماكن العمل) حيث يقصد بالسلوك الاستجابة أو رد الفعل الناتج عن الفرد نتيجة احتكاكه أو تعامله مع الأفراد الآخرين بالمؤسسة أو خارج المؤسسة، ويشمل سلوك الفرد هنا كل تصرف أو تفكير أو شعور أو انفعال، سواء كان إيجابياً أم سلبياً. وعلى الرغم من أن هذا الفرع من العلوم يحظى باهتمام بالغ ومساحة كبيرة في مساقات كليات إدارة الأعمال، لكن يبدو أنه لا يحظى بالكثير من الاهتمام في الحياة العملية، ويبدو أن الأغلبية العظمى لا تعلم عنه الكثير، ومن يعلمه نظرياً لا يطبقه، وإلا لما كان هناك هذا الكم من عدم الرضا والإحباط في بيئة العمل.

معرفة الإنسان لنفسه بموضوعية، بداية من الوقوف على نقاط قوته وضعفه، هي من أهم عوامل النجاح في الحياة.

إن معرفة الإنسان لنفسه بموضوعية، بداية من الوقوف على نقاط قوته ونقاط ضعفه، أو لنقل فرص التحسين لديه، هي من أهم عوامل النجاح في حياة الإنسان، سواء على صعيد العمل أو الصعيدين الاجتماعي والشخصي، وتلك المعرفة لا تأتي بمجرد الخبرة العملية، بل تحتاج إلى معرفة وإلى الاطلاع على الأبحاث والتجارب الموثقة، والتعلم من تجارب الآخرين، ومن ثم يمكن للإنسان أيضاً معرفة الآخرين وطبيعة شخصياتهم وسماتها، والغرض من دراسة وفهم السلوك التنظيمي هو فهم سلوك الأفراد والتنبؤ به، ومن ثم العمل على تشكيل هذا السلوك بما يخدم مصلحة العمل، وفي الوقت نفسه يعمل على تهيئة بيئة عمل ملائمة لكل العاملين، وبالتالي تتم مراعاة مهاراتهم وميولهم عند تخصيص المهام لهم، كما تتم مراعاة السمات الشخصية الفردية لأعضاء فرق العمل واللجان حتى يكون هناك قدر كافٍ من الانسجام في الفريق، ما يقلل من إهدار الوقت والطاقة السلبية.

يراعي الكثير من المؤسسات، خصوصاً الشركات الدولية، هذا الجانب، وتحتوي برامجها التدريبية على برامج في السلوك التنظيمي، ولا تتم ترقية أي مدير من دون أن يجتاز برامج تدريبية وتأهيلية في هذا المجال، لكن ماذا لو لم تقم بذلك المؤسسة التي أعمل بها؟ الإجابة بسيطة، فمثل هذه المعارف يمكن تعلمها بالقراءة الجادة، ومن خلال «التعلم عن بعد» Online Learning، والإنسان الناجح يتحمل مسؤولية تعلمه وتطويره.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر