كل يوم

الالتزام خارج الملعب قبل اللعب داخله..

سامي الريامي

الكرة الآن عند لاعبي منتخبنا الوطني لكرة القدم، لكنها ليست في الملعب، بل خارجه، فهم يمرون بمرحلة مهمة للغاية، وعليهم واجبات واستحقاقات صعبة، هذه الواجبات لا تنحصر في أدائهم داخل الملعب فقط، بل تتطلب منهم مهام أخرى خارجه، أولها الالتزام والانضباط واتباع التعليمات لتمثيل الإمارات بأفضل صورة، ورفع رايتها في هذا المحفل المهم.

منتخبنا الوطني يلعب مباراتين مهمتين في تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، حيث سيلتقي اليابان في العين يوم الخميس المقبل، ثم يسافر إلى أستراليا للقاء منتخبها بعد خمسة أيام، ولن أتحدث هُنا عن خطة اللعب، أو توقعات الفوز والخسارة، وبكل تأكيد نتمنى جميعاً التوفيق للمنتخب، ولكن قبل ذلك علينا أن نعي جيداً أن ما يحدث في الملعب هو انعكاس مباشر لاستعداد وتأهيل اللاعبين خارج الملعب قبل المباريات وبعدها!

المباريات المقبلة صعبة، والفرق التي سنلعب معها أيضاً صعبة، وبين المباراتين أيام قليلة وسفر طويل، وهذا يعني ضغطاً نفسياً وجهداً عضلياً مضاعفاً يجب أن يبذله اللاعبون، وبالتأكيد لن يصلوا أبداً إلى مستوى جيد من القوة والصلابة والتحمل ما لم يحصلوا على جرعات كافية من الراحة والنوم والأكل الصحي طوال الفترتين الحالية والمقبلة إلى ما بعد انتهاء المباريات.

الالتزام الذي أقصده هو اتباع التعليمات بدقة، والبُعد عن كل ما يؤثر على صحة اللاعب ولياقته البدنية، فليس الوقت مناسباً لتكرار أفعال سابقة بلا مبالاة، وليس الوقت مناسباً للخروج من المعسكرات ليلاً، والسهر على المقاهي، وتدخين «الشيشة» طوال الليل، وقبل المباريات، وممارسة هذه المخالفات على شكل مجموعات كبيرة، لوضع إدارة المنتخب في موقف محرج، وبشكل يجعلهم عاجزين عن التصرف، فلا يستطيعون إيقاع عقوبة جماعية على عدد كبير من اللاعبين الأساسيين، ولا يستطيعون حتى الإعلان عن هذه الممارسات السلبية، لكنها حدثت ولا نتمناها أن تحدث مجدداً في هذه المرحلة الحساسة.

جميعنا مع المنتخب، وقلوبنا مع لاعبي المنتخب، نؤازرهم ونشد على أيديهم، فتشجيعهم والوقوف بجانبهم واجب وطني علينا جميعاً، ولكن على اللاعبين أيضاً واجب وطني ومهمة وطنية، لا تقتصر على الفوز في مباراة، بل بتمثيل الإمارات تمثيلاً مشرفاً خارج الملعب قبل داخله، والتمثيل المشرف أساسه الالتزام الكامل بكافة قوانين وتعليمات الإدارة، والالتزام ببذل كل جهد وفعل من شأنه أن يرفع اسم الإمارات، وكذلك الالتزام أيضاً بالابتعاد عن كل فعل يشوّه السمعة أو يقلل من شأن شعار المنتخب الذي يحمله هؤلاء اللاعبون على ملابسهم، سواء داخل الملعب أو خارجه.

لاعبو المنتخب في مهمة وطنية، ليست في لعب الكرة فقط، بل بالالتزام والسمعة الجيدة التي تجعلهم نموذجاً مثالياً لكل من يتابعهم من شباب الإمارات، نموذجاً في الالتزام والامتثال لقرارات المدرب والمسؤولين، ونموذجاً في التعاون والتمثيل المشرف، ونموذجاً لبث الطاقة الإيجابية بينهم في الملعب وخارجه، لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، فهو حلم مشترك، وهدف للجميع.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر