كرة قلم

المتمردون في كرة القدم

حسن الجسمي

سيذكر التاريخ أن هناك متمردين في كرة القدم، وسط المحترفين والمثاليين في عالمها، وسيذكر التاريخ أن الانتصار دائماً للاعبين، حتى لو كان تحالفاً سرياً وباطلاً وغير شرعي، حتى لو تركوا مرماهم تذروه رياح الأهداف تحت مسمى التخاذل.

التمرد في كرة القدم أصبح موضة علنية، وأمام الجميع، يقوده بعض اللاعبين، أو بعض أطراف الإدارة.

في الموسم الماضي، ظهر تشلسي بشكل باهت وغريب، وبعد أن كان بطلاً في الموسم الذي قبله، ثلة من اللاعبين لم يتقبلوا بعض أفكار وتطلعات مورينيو، فجعلوه مدرباً مسكيناً لا يعرف كيف يسيطر على الفريق، فكانت إقالته هي الحل، ليعود فريقاً مخيفاً بمدرب مختلف، وبـ90% من الأدوات واللاعبين أنفسهم!

القصة الأشهر هذا الموسم بطلها ليستر سيتي، الذي كان يجوب بصيته العالم بأسره لما حققه من إنجاز صعب أن يتكرر في القريب العاجل، لكنه خسر ما يزيد على 60٪ من مبارياته، وتلقى أهدافاً ضعف ما تلقاه الموسم الماضي بأكمله، وبالأدوات نفسها أيضاً، لو استثنينا كانتي.

التمرد في ليستر - من وجهة نظري - ظهر بعد أن أخل رانيري بمبدأ المساواة «كلمة سواسية»، وكسر سياسة «الاشتراكية» في كرة القدم، وأتى بمن يحل محل فاردي، وآخر مكان محرز، فمن يكون رانيري وتعاقداته حتى يحدث هذا الخلل؟ فكما كان هو جزءاً من الإنجاز، فإن فاردي والآخرين أيضاً كانوا جزءاً منه، فكل ما يمس مكانتهم في الفريق قد يضر بالجميع.

التعاقد مع إسلام سليماني بما يقارب 30 مليون يورو والنيجيري أحمد موسى بنصف هذا المبلغ، الذي يوازي قيمة نصف الفريق في الموسم الماضي، وبرواتب تتعدى رواتب لاعبي الإنجاز الأسطوري الكبير لم يعجب الكثيرين، واعتقدوا أنه ظلم في حقهم، فتمردوا، وربطوا أرجلهم في الملعب، ولا أستبعد أنهم تهاونوا حتى يخسر الفريق ويصل إلى دائرة الخطر، كما فعل لاعبو تشلسي مع مورينيو، وتمت إقالة رانيري رغماً عن الإنجاز التاريخي، ورغماً عن أنف العدالة الكروية.

بعدما أقالوا رانيري، ظهر الفريق مرتين، وفاز مرتين، وسجل ستة أهداف، فالمدرب المؤقت لم يفعل شيئاً سوى إعادة الأمور إلى نصابها، فظهر الفريق بتشكيلة الموسم الماضي، وطريقة اللعب وحتى التغييرات، فظهر ليستر المعروف، وهزم ليفربول بالثلاثة، وقدم في أول 60 دقيقة ما لم يفعله طوال الموسم!

عموماً، التمرد في كرة القدم أصبح موضة علنية، وأمام الجميع، يقوده بعض اللاعبين، أو بعض أطراف الإدارة، ليكون اعتراضاً سلمياً يعرف عنه الجميع، لكن لا أحد يستطيع قمعه، وفي الأخير ينتصر الراغبون في إحداث التغيير، أو رد بعض من حقوقهم رغماً عن الجميع!

آخر تغريدة:

التمرد أحد الأمراض المزمنة في كرة القدم، ينتشر بشكل سريع ومخيف!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر