كل يوم

دولة سلام ومحبة.. لكن لابد من أنياب!

سامي الريامي

الإمارات دولة سلام ومحبة، داخلياً وخارجياً، تتواكب جميع سياساتها واستراتيجياتها وخططها لدعم هذين الأمرين، لذلك فهي تسعى إلى ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار لها، ولجميع دول المنطقة، تحاول ذلك بشتى الطرق والوسائل الممكنة، فهي لم تكن يوماً دولة توسعية، ولم تكن يوماً دولة عدائية، ولا تتدخل أبداً في شؤون غيرها، لكنها لن تسكت أبداً إذا حاول البعض انتهاك أمنها، أو التدخل في شؤونها الداخلية، أو زعزعة استقرارها.

دولة مُحبة للخير والسلم العالمي، ودولة تسامح، ودولة فاعلة في مجال مساعدة الآخرين والوقوف معهم في الأزمات والكوارث الطبيعية، دولة تبني مجتمعها وإنسانها بحضارة ورقي، وبناء الدول وتنميتها والمحافظة على مواصلة تطورها لابد لها من أنياب تحميها، خصوصاً إن كانت المنطقة التي نعيش فيها ساخنة ومتوترة، وخصوصاً إن كان هناك عدو متربص يضمر لنا الشر، ويتحين الفرصة تلو الفرصة لضرب أمننا واستقرارنا.

هذه الأنياب هي جيش قوي نوعي، وجنود بواسل يعشقون الوطن ويبذلون الغالي لأجل حمايته، وجيش الإمارات المتميز هو الحصن الذي يحمي تطور الدولة ومسيرتها التنموية الرائدة، ومن أجل ذلك كان الاهتمام به منذ سنوات طويلة، وكانت الخطط والاستراتيجيات لتطويره وضمان وصوله للجاهزية الكاملة لرد أي خطر قد تتعرض له الدولة.

جيش الإمارات يحمي الإمارات، ولا أهداف أخرى لديه، فالإمارات لا تسعى لأن تكون قوة إقليمية عسكرياً، كما ذهب إلى ذلك كثير من المحللين السياسيين والعسكريين، لم يكن ذلك ضمن أولوياتها أبداً، ولن يكون، فقادتنا واقعيون تميزهم الحنكة والحكمة، والحكمة تقتضي أن يعرف الإنسان مكامن قوته وضعفه، وأن يؤمن بإمكاناته ويسخرها لخدمة أهدافه ومصلحته العليا، وقادتنا يعرفون تماماً تفاصيل ذلك، والإمارات لا تهدف إلا لتحقيق مصلحتها العليا، وهي ضمان استمرارية أمن واستقرار المنطقة، لا أكثر من ذلك.

الإمارات دولة صغيرة الحجم، لكنها دولة فاعلة في النظام العالمي، في مجالات عدة، وهي تتميز أيضاً بفاعلية إدارتها لمقومات قوتها العسكرية، فهي وإن كانت صغيرة نسبياً إلا أنها متفوقة نوعياً وبشكل كبير، وهي متطورة بشكل يواكب ويتناسب مع النمو والنهوض اللذين شهدتهما الدولة في السنوات الأخيرة، والأهم من ذلك أن الإمارات اليوم قادرة على الاعتماد على نفسها في توفير مقدرات ومقومات عسكرية دفاعية دون الاعتماد على مظلات خارجية، وقادرة على حماية مكتسباتها ذاتياً، وبسواعد أبنائها وشجاعتهم وتفوقهم النوعي.

نجاحات رجال الإمارات في حرب اليمن، وتفوقهم الميداني، وتكتيكاتهم العسكرية المتطورة، أذهلت كثيراً من المحللين، لكن على الجميع أن يُدرك أن حرب اليمن لم تكن خياراً سهلاً، لكنها كانت الخيار الوحيد، ولولا تدخل قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، ودعم الإمارات، لتغيرت خارطة المنطقة بشكل لا يتوقعه أكثر المتشائمين سوءاً. وتدخّل الإمارات لم يخرج أبداً عن أهدافها العليا، المتمثلة في حفظ الأمن والأمان وضمان الاستقرار، لذلك كان من الضروري في هذه الحالة استخدام الأنياب، كخيار أخير ووحيد، ولا يعني ذلك تغييراً في سياسة نشر السلام والمحبة، فالإمارات لازالت داعية سلام، وتمد يدها فوراً لكل من يريد نشر السلام الحقيقي!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر