كل يوم

تطاول غريب على الناس والقانون!

سامي الريامي

هي ليست المرة الأولى التي يثير فيها شاب فوضى من خلال الاستعراض بسيارته، قبله فعلها المئات من الشباب، تسابقوا، وزودوا سياراتهم، وأثاروا الفوضى باستعراضات خطرة، بل إن مثل هذه الاستعراضات أصبحت مفخرة لدى هذه الفئة العمرية المتهورة من الشباب، يرون أنفسهم فيها، ويعتقدون أنها مرادف للرجولة والبطولة!

هي ليست المرة الأولى التي يتهور فيها شاب بطريقة جنونية، لكنها هذه المرة مختلفة تماماً، فمسرح البطولة المزيّفة الذي اختاره هذا الشاب كان مختلفاً، لم يكن طريقاً سريعاً خارج المدينة، ولا منطقة صحراوية بعيدة، ولا هي منطقة يلفها الظلام بعيدة عن الأعين، بل في «سيتي ووك»، وهي منطقة سياحية في قلب المدينة، مكتظة بالزوار والمارة والعائلات والأطفال، ما يعني لامبالاة واستهتاراً بالأرواح، وعدم تقدير للعواقب المترقبة، منطقة مزدحمة، في جو ممطر يصعب معه التحكم في السيارة، ولكنه أصرّ إصراراً عجيباً على ممارسة الاستعراض الجنوني!

لم يكن خائفاً من أي عاقبة، بل إن إصراره على هذا الفعل كان غريباً ومريباً، لدرجة أن جميع حركاته البهلوانية كانت مصوّرة برضاه من هاتف زميله، هو يعلم أن هناك من يصوره، وزاده هذا الفعل غروراً، وزادنا حيرة، من أين اكتسب هذه الجرأة على القانون، وعلى المجتمع، والمدينة؟ هل كان يعتقد أنه لن يقدر عليه أحد، لا أسرة ولا مارة، ولا شرطة ولا قانون؟!

إنها ثوانٍ معدودة، من كاميرا هاتف محمول، لكنها تكشف عن مأساة حقيقية، عنوانها تهور وتطاول على القانون، وأصدقاء سوء حقيقيون، مجاهرة وتحريض واضح من «صديق» يجلس بجانب الشاب، يُحفزه ويحمسه على مزيد من التهور: «بسرعة الطلقة، الحين فرها يمين، عطه شغله، روح»، وتنفيذاً للتعليمات بإخلاص من شاب متهور، لم يكترث، ولم يهتم بأي شيء سوى تنفيذ الأوامر، على حساب العائلات والأطفال والقانون والممتلكات العامة!

شرطة دبي تصرفت على الفور، حيث ضبطت الشاب بسرعة، وتبيّن أنه لا يحمل رخصة قيادة أصلاً، وحجزت مركبته نتيجة ارتكابه مخالفات عدة، والأهم أنها وجهت له ثلاثة اتهامات جنائية: تعريض حياة الآخرين للخطر، والصدم والهروب، وإتلاف ممتلكات عامة، حيث إنه صدم إشارتين مروريتين وصعد على الرصيف.

هذه التهم كفيلة بحبس هذا الشاب، وتغريمه، وهي كفيلة أيضاً بردع كل من تسوّل له نفسه التصرف بهذه الطريقة في دبي، فمثل هذه التصرفات اللامسؤولة وغير المقبولة، لا يمكن معها الاكتفاء بمجرد تسجيل مخالفات مرورية والسلام، يتحمل دفع قيمتها الأهالي، دون أن يرتعد الشاب قيد أنملة، بل لابد من إجراءات حقيقية رادعة ضد الشخص نفسه، لأنه هو من قام بالفعل، وهو من يستحق العقاب!

هو ليس أول شاب يتهور، وهي ليست المرة الأولى التي تُقاد سيارة بطريقة جنونية، لكن تحرك شرطة دبي وتوجيه التهم الجنائية لمثل هذا الشاب قد يجعل مثل هذا الفعل الغريب في التطاول على الناس والقانون هو الأخير، وحبذا لو تطال العقوبة ذلك «الصديق» المُحرّض، فدوره كان رئيساً في كل المخالفات الخطرة التي حدثت!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر