5 دقائق

القانون بالمرصاد

خالد السويدي

يعتقد البعض أنه بمنأى عن أعين القانون، فتسول له نفسه أن يتطاول ويسيء، متوهماً أنه لا يمكن الوصول إلى حسابه الوهمي، وأن وسائل التقنية الحديثة والاحتياطات التي يتخذها ستجعله بعيداً عن قبضة القانون، تأخذه العزة بالإثم، فيستمر في غيه وشطحاته، ثم يعيش دور البطل المغرور الذي لا يقهر، لتكون نهايته التعيسة عبرة لمن يعتبر.

أسلوب الوعظ الديني السابق عفا عليه الزمن ولم يعد مقبولاً في هذا الوقت.

قبل فترة انتشر خبر إلقاء القبض على أحد الأشخاص، الذي ما انفك يزدري الأديان، ويتطاول على الذات الإلهية، يسخر من الآيات القرآنية، ويتهكم على رجال الدين، ليس هذا فحسب، بل تحول إلى قبلة للعديد من الأشخاص، الذين تأثروا به، وصاروا ينشرون ما يتفوه به من هرطقات وإساءات لا يقبلها عاقل.

الملاحظ وبشدة زيادة هذه النوعية التي باتت تنخر فساداً في عقول الآخرين، يتحدثون عن العقل والمنطق، مع أن المنطق الذي يتحدثون به دائماً أعوج، يفسرون الآيات القرآنية والأحاديث على هواهم، ويستخدمونها في غير مواضعها، بما يخدم ما يؤمنون به، يزرعون الأفكار الغريبة عن طريق خلط الحابل بالنابل، والتشكيك في الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها، فيتأثر بها ضعاف النفوس من المتابعين والمعجبين بتلك الأفكار الغبية.

تطبق دولة الإمارات العربية المتحدة التسامح بكل حذافيره، في المقابل لا يسمح القانون بازدراء الأديان، والحض على الكراهية، والتطاول على الذات الإلهية، ومن كان يعتقد أن الاسم المستعار سيحميه فهو مخطئ، ومن يظن أن الدولة ستغض الطرف عن هذه الأشكال فهو إنسان واهم وجاهل بالقوانين.

إلقاء القبض على أحدهم لا يكفي في هذا العالم الذي بات صغيراً، بل يتعين أن يكون هناك تحرك على مستوى أكبر من الجهات المعنية، ويفترض بالجهات المسؤولة أن تخاطب تلك العقول المتأثرة بلغة العصر، لتبيان الصحيح من الخطأ، ورد الشبهات التي يثيرها أمثال هؤلاء في عقول المراهقين والشباب.

أسلوب الترهيب الذي تعودنا عليه في الصغر لم يعد يجدي نفعاً في هذا الوقت، وأسلوب الوعظ الديني السابق عفا عليه الزمن، ولم يعد مقبولاً في هذا الوقت الذي يمكن فيه للشخص الحصول على العديد من المعلومات بكبسة زر، فالعالم بات يتقدم في جميع المجالات بسرعة غريبة، إلا أسلوب الخطاب الديني، الذي يفترض أن يواكب العصر، فقد بقي مكانه دون حراك.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر