وجهة نظر

الجماهير «ما يعجبها العجب»

مسعد الحارثي

جماهيرنا غاضبة و«ما يعجبها العجب» في إدارات الأندية، ولا في أداء قضاة الملاعب، وغضبها يمتد أيضاً تجاه المدربين واللاعبين الأجانب والمواطنين، ومن بعض وسائل الإعلام، وما يزيد الطين بلة الوضع المالي لأغلب أنديتنا، والمضحك أنهم يعتبرون إرضاء الجماهير غايه لا تدرك، ويبدو أنهم لا يعلمون أن الكثير من الجماهير أصيبت بالجلطات والإحباطات جراء الوضع السيئ لرياضاتنا وابتعدت نتيجة الإحباط، والتحليل المنطقي للواقع أن جماهيرنا اعتادت الرقي والأداء المتميز في مجالات الحياة كافة في الدولة، بينما الرياضة تسير في اتجاه معاكس وتكمل المسير نحو الطريق المظلم الذي لا يليق باسم رياضة الإمارات.

ووسائل الإعلام للأسف أيضاً أصبح البعض منها للتطبيل وللتهجم، وأصبحت الآراء لإرضاء أطراف ضد أخرى.

الإدارة هي المتهم الرئيس في ما وصلت إليه رياضاتنا؛ تحدد الأهداف وتضع الخطط واستراتيجيات العمل.

وفي التحليل، نجد أن محللي التحكيم يختلفون على بعض الحالات الأساسية، وهذا يؤكد أن أساسيات التحكيم أصبحت اجتهادات وأهواء شخصية من الأخوة محللي القنوات الرياضية.

من دون شك جميع العناصر تبحث عن النجاح، ولكن التنفيذ بعشوائية يجعل من النجاح «صُدفاً»، وللأسف أننا نغني ونرقص لنجاح الصدفة، وفي الكبوات نتصارع ونتبادل الاتهامات، وللجماهير الحق في الزعل والعتب على إدارات أنديتهم وإدارة اتحاد الكرة، والعتب الأكبر على وسائل الإعلام لأنها مرآة القارئ والمشاهد.

في مقابلة التوظيف بعد تخرجي في جامعة الإمارات كان سؤال المدير المسؤول لي: ماذا ستقدم لي في العمل؟ فأجبته أن الأقوال هي أسهل شيء في الوجود، ولكن الواقع بحاجة إلى العمل وليس الأقوال، والقصد أننا في الرياضة نعيش في أحلام وردية، ونعد الجماهير بوعود سرابية، وللأسف يوجد لدينا شخصيات سلبية، ولم نجد للطاقة الإيجابية سوى التفاؤل.

الصراعات الداخلية وافتقادنا للشخصيات القيادية التنفيذية والاستراتيجيات التي تتغير بتغير المناصب هي أهم الأسباب في الأحداث الحالية، وإن أردت أن أختصرها لكم أقول إن الإدارة هي المتهم الرئيس في ما وصلت إليه رياضاتنا، لأن الإدارة هي من تحدد الأهداف وتضع الخطط واستراتيجيات العمل، والإدارة هي من تضع الأدوات للعمل على تحقيق الأهداف، والإدارة هي من تتابع وتشرف على تنفيذ المتطلبات، وهذه الإدارة هي التي تعمل على تقييم نتائج الأعمال بواقعية، وتسعى الى فرص لتحسين الأداء بعد عملية التقييم المنطقي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر