5 دقائق

إزعاج

خالد السويدي

إزعاج في إزعاج على مدى الأربع والعشرين ساعة، إذا كنت قادراً على تفادي إزعاج الهواتف، الذي يتسبب فيه سحرة السنغال عن طريق حظر المكالمات الواردة، فإنك بكل تأكيد لن تستطيع تفادي إزعاج الاتصالات الهاتفية، التي تصلك يومياً بخصوص الإعلانات التجارية والمندوبين، وغيرهم من المزعجين داخل الدولة.

أصبح الكثير منا لا يعرف كيف يتخلص من هذا الإزعاج الحاصل!

اتصال من مندوب البنك، وليس شرطاً أن تكون عميلاً، يحاول فيه إغراءك بقرض شخصي، أو قرض لشراء السيارة، وربما الاستفادة من بطاقة الاعتماد التي يوفرها البنك، لا مشكلة لديه في أن تغلق السماعة في وجهه، ثم يعود للاتصال مرة ثانية وثالثة ورابعة، وربما يحاول الاتصال في الغد وبعد الغد، المهم بالنسبة له أن تقبل الحصول على التسهيلات البنكية، ليحصل على عمولته.

واتصالات أخرى لا تتوقف من «اتصالات»، عروض وعروض وعروض، مع أنها عروض لا تغني ولا تسمن من جوع، أحياناً تكون واضحة وفي أحيان أخرى لا تعرف رأسها من ساسها، فتتورط في عقد قد يمتد إلى سنة أو سنتين.

أما المندوبات فحدث ولا حرج، الجملة نفسها تتكرر في كل اتصال، مرحباً معك فلانة الفلانية من البرنامج الفلاني، ولا بأس في أن تغير صوتها في الاتصال، و«تتحنحن» قليلاً ليكون الصوت ذا تأثير أكبر في متلقي الاتصال، أو بالأحرى ضحية الاتصال، تارة تبيع بخوراً، وتارة أخرى تطلب منك الاشتراك في بطاقة توفير، وتارة تعرض أشياء غريبة للبيع، وفي خضم كل ذلك تضطر غير آسف إلى إغلاق هاتفك، فتفوتك أهم المكالمات التي تكون بانتظارها.

وهناك إزعاج من نوع آخر في بعض المناطق التجارية، إذ يكفي أن توقف سيارتك ساعة واحدة لتجد بعدها عشرات من بطاقات المساج عليها، كل واحدة منها برقم وشكل ولون مع صور لسيدات في أوضاع غريبة وعجيبة، تسرّ المراهقين وناقصي العقل والدين.

أصبح الكثير منا لا يعرف كيف يتخلص من هذا الإزعاج الحاصل، فالشركات مستمرة في إرسال المندوبين، ليتصلوا في جميع الأوقات دون أي مراعاة لظروف الناس، الكل يشتكي ويتذمر، دون أن يكون هناك حل جذري للمشكلة، «حماية المستهلك» ترمي بالكرة في ملعب الدائرة الاقتصادية، والدائرة الاقتصادية تعيد الكرة إلى «حماية المستهلك»، وإلى أن يتم إيجاد الحل المناسب سيكون مكتوباً علينا أن نتحمل كل هذا الإزعاج.. إلى أجل غير مسمى.

Twitter: @almzoohi

Emarat55@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر