كل يوم

تمكين الشباب بحاجة إلى فعل لا تصريحات!

سامي الريامي

تدعم حكومة وقيادة الإمارات شباب الوطن بشكل دائم للدخول في القطاع الخاص كأصحاب أعمال، فهناك الكثير من القرارات والقوانين التي صدرت أخيراً لدعم مشروعات الشباب، تؤكد ذلك، وتؤكد توجه الدولة نحو تمكين رواد الأعمال من شباب وفتيات الإمارات، من النهوض والنمو والدخول بقوة في سوق العمل الخاص، وتأسيس مشروعاتهم الخاصة، والاستمرارية فيها بشكل صحيح.

ولا نختلف أبداً على وجود إيمان وقناعة راسخة من الحكومة بأن القطاع الخاص هو المكان الأفضل لشباب الإمارات لتحقيق طموحاتهم، وبناء مستقبل أفضل لهم كرواد أعمال، وذلك كضرورة اقتصادية واجتماعية، ولكن مازلت مؤمناً بأن خطوة تمكين الشباب والفتيات من المنافسة والاستمرارية في القطاع الخاص تكمن في يد المسؤولين التنفيذيين والمديرين العامين في وزاراتنا ودوائرنا وشركاتنا المساهمة، فهم المعنيون بشكل مباشر بتنفيذ توجهات وقرارات الحكومة، وهم باستطاعتهم تفعيلها أو.. تعطيلها!

وبكل تأكيد لا يوجد مسؤول حكومي كبير يعمل ضد أبناء بلاده، كما لا يوجد لدينا مسؤول يسير عكس تيار الحكومة الداعم للشباب ومشروعاتهم، ولكن هناك اعتبارات كثيرة قد تجعل بعض المسؤولين يفضلون التعامل مع شركات ضخمة أو عالمية أو معروفة، بدلاً من المغامرة بالتعامل مع شركة صغيرة يقودها شاب مواطن، أو أن هناك مصالح أخرى تحكم عملية ترسية العقود والشراء، فليس الجميع ملائكة، ولا يمكن أن نتوقع أن استغلال المنصب أمر خيالي لا يمكن حدوثه!

شبابنا يحتاجون إلى فعل واضح وصريح من المسؤولين التنفيذيين أكثر من التصريحات والدعم المعنوي، هم بحاجة إلى خطوات عملية واقعية سريعة وفاعلة، وليسوا بحاجة إلى تسويف ومماطلة، ومعاملتهم كمعاملة الشركات الكبيرة ذات الإمكانات المالية والبشرية الهائلة.

لفت نظري، الأسبوع الماضي، تعميم أصدره مدير عام بلدية دبي، هذا التعميم - وهو قرار ملزم لمدير إدارة العقود والمشتريات - يفيد بضرورة التعاقد «الحصري» مع شركات مملوكة 100% من قبل المواطنين، في مجالات الضيافة، الإعلان، الورد، الأدوات المكتبية والقرطاسية، وكل مجالات الخدمات بصفة عامة، مع الالتزام بإعطاء الأولوية للشركات المملوكة 100% من قبل مواطنين في مجالات العمل الأخرى.

هذا التعميم أتبعه مدير عام بلدية دبي بتعميم آخر، لا يقل أهمية عن سابقه، هو إنهاء كل معاملات المشروعات الصغرى المدعومة من قبل مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، خلال يوم عمل واحد!

هذا ما يحتاج إليه الشباب، دعم واضح وصريح، ليس بالكلمات إنما بالقرارات الفعلية، وبحفظ حصتهم في المجالات كافة، قد يراها البعض مشروعات صغيرة، لكنها عملياً بداية مشجعة لتحقيق نجاح كبير، فلطالما حصد الكثير من الآسيويين وغيرهم ملايين الدراهم وحققوا ثروات هائلة من وراء مشروعات صغيرة جداً عند قدومهم إلى الدولة!

هناك مئات المؤسسات والشركات المساهمة الوطنية، لديها الكثير والكثير، تستطيع تقديمه «حصرياً» للشباب، وهناك المئات من الشباب ينتظرون مثل هذه الفرص الصغيرة كي يبدأوا ويكبروا، لكن تبقى قناعات المسؤولين التنفيذيين هي المتحكم الرئيس في منح هذه المشروعات للشباب المواطن، أو منحها للشركات الأجنبية التي تنافس هذا المواطن، وما أكثرها!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر