كل يوم

قوة الإمارات الناعمة لخير البشرية

سامي الريامي

لقاء جميل، في مكان جميل، لهدف نبيل، هذا أبلغ وصف لـ«خلوة الخير» التي عُقدت، أمس، في مربط دبي للخيول العربية الأصيلة في المرموم، وبحضور جمع مؤلف من 100 شخص، يمثلون القطاعين الحكومي والخاص، والمؤسسات الإنسانية والإعلام، لبحث ومناقشة المبادرات التي يُمكن إطلاقها في «عام الخير»، ومواجهة التحديات التي يمكن أن تواجه هذه القطاعات وكيفية التغلب عليها.

بمجرد الوصول إلى مكان الخلوة، تجتاح النفس هالة من الارتياح النفسي، فرؤية الخيل وهي تمشي وتركض بخيلاء وعزّة، تجعلك تستحضر الحديث الشريف «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»، وأكبر دليل على ذلك وجود هذا الحشد بجانبها لبحث العطاء ونشر الخير في الإمارات وخارجها، كما أن الأصول العربية للخيل تجعلنا أيضاً نستذكر شهامة وكرم ونبل العرب وعطاءهم الحاتمي، لذلك فأجواء المكان عكست الهدف من اجتماع الخلوة، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر إلا أن أثره كان جميلاً على المجتمعين.

وجود ممثلين عرب وأجانب للقطاع الخاص، بالقرب من أعضاء الحكومة والمؤسسات الإنسانية، هو في حد ذاته نجاح كبير، فالخلوة كانت وسيلة جديدة ورائعة لردم الهوة والفجوة بين هذين القطاعين، ولعلها فرصة ممتازة لكي يتعرف القطاع الخاص، بل ويسهم في صياغة الأولويات والمبادرات التي ستطلقها الجهات الحكومية في عام الخير، وتالياً سيعمل، من دون شك، رجال الأعمال والشركات لإنجاح هذه المبادرات من خلال مشاركتهم الفاعلة، فهم شريك أساسي في التخطيط والتفكير من البداية، ولاشك أن هذا التكامل والتنسيق هما أهم مسببات النجاح.

ولعل أهم وأبرز نتائج خلوة الخير إطلاق أكثر من 30 مبادرة جاهزة للتطبيق في «عام الخير» عن طريق المجموعات المختلفة، التي شاركت في الاجتماع، وميزة هذه المبادرات أنها متنوعة وشاملة، وذلك لتنوع العقول والشخصيات الحاضرة، وجاءت مكملة لجهود دولة الإمارات الإنسانية والخيرية، فهي لم تخرج من فراغ بل من أساس قوي متجذر في الذهنية الإماراتية منذ قيام الدولة على يد الآباء المؤسسين الذين نشروا الخير في كل مكان، ليستكمل أبناؤهم اليوم هذه المسيرة المباركة.

الدول اليوم لا تقاس فقط بقوتها العسكرية، ولا بحجمها أو عدد سكانها فقط، كما لا تقاس بقوتها الاقتصادية، إنما بعملها الإنساني وإسهاماتها العالمية في مد يد العون، ونشر الخير في البشرية، والإمارات من هذا المنظور دولة عظمى بأعمالها الخيرية، ومساعداتها الإنسانية التي تغطي العالم شرقاً وغرباً، وتصل إلى المحتاج أينما كان، هي قوة ناعمة نفاخر بها العالم أكثر من فخر الآخرين بقدراتهم العسكرية، نفخر بإنسانية وطِيبة قادتنا، حفظهم الله، الذين لا يفرقون في عمل الخير بين البشر، يساعدون الإنسان لأنه إنسان، بغض النظر عن شكله أو لونه أو دينه أو جنسه، يفعلون الخير حباً في الخير ولا شيء غير الخير، لذا جاء «عام الخير» ليزيد الإمارات تفوقاً ورفعة شأن ومكانة عالمية، ليس بالاستقواء بل بنشر المحبة والسلام، وبالعطاء وحب الخير لشعوب العالم كافة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر