مزاح.. ورماح

«جيم أوف ثورنز..؟!»

عبدالله الشويخ

عرفت، أخيراً، أن «ثورنز» تعني العروش، ولا أعرف حقيقةً لماذا كنت في السنوات الست الماضية أعتقد أنها تعني «القرون»! محصلتي اللغوية لا تهم على كل حال؛ المهم أن هذا المسلسل الشهير، الذي لا يستطيع مراهق أن يشاهده في وجود والديه، قد حقق أرقاماً قياسية في نسب المشاهدة والمتابعة والجنون حول العالم.. ونحن جزء من هذا العالم كما تعلم يا صديقي؛ إن لم تكن من شلة: «نحن غير»!

بدأتُ بملاحظة حُمى «جيم أوف ثورنز» بآلاف الصور التي بدأ المراهقون يضعونها في ملفات التعريف الشخصية الخاصة بهم: ملوك ومقاتلون وشعارات.. ثم بتلك الموسيقى المقدسة التي تسمعها مع كل مقطع صوتي يصلك، وأخيراً مع المصطلحات التي تحشو أحاديث المراهقين ولا تفهمها: جون سنو، سيرسي.. الجزء السابع! حينما يقول أحدهم الجزء السابع فهو يقصد هذا المسلسل حصراً ولا شيء سواه.

حسناً! لماذا حقق المسلسل كل هذه الشهرة وتحمس له «الربع» بهذه الطريقة؟ الأمر ببساطة لأنه يدغدغ كل الثيمات البشرية في دواخلهم، هناك الكثير من السيوف والمؤامرات والعائلات المالكة الجميلة، هناك عنف، وهناك دم؛ هناك علاقات محللة ومحرمة.. الكثير منها.. هناك أنهار من الخمر والراقصات والجواري، هناك الأجواء والآرائك، هناك الخضرة والجبال، هناك المناظر الطبيعية، أنت تعرف تلك الأجواء الشبيهة بـ«ألف ليلة وليلة» في النسخ غير المؤدبة.

العجيب في التركيبة النفسية للكائن البشري، المثقف تحديداً، والمثقف المحلي تحديداً بشكل أكبر، أن أكثر المتحمسين للمسلسل والعاشقين له والمطالبين بالسماح بمشاهدته وبثّه، بل وبجعله جزءاً أصيلاً من المناهج التعليمية، هم ذاتهم تماماً شلة عيب عليكم حشرتونا بالأندلس.. مب مالتكم.. إنها مجرد قصص تدغدغون بها غرائزكم المريضة.. لماذا لا تتذكرون إفريقيا؟ ألم تضع منكم أيضاً.. حب كوعك ولن ترى خلافة أو عائلة تحكم الوطن العربي كله مرة أخرى!

الأمر بسيط يا صديقي، ورأيك على رأسي من فوق، لكن كل ما في الأمر أن قصصنا التاريخية تثير في مخيلاتنا ما تثيره «جيم أوف ثورنز» في مخيلتك! لكل منا طريقته في الإبحار في عالم الخيال الخاص به، لكل منا طريقته في حب الطبيعة والسيوف والمعارك والتاريخ والخيانات والتحالفات والعائلات المتصارعة على العروش.. لك طريقتك ولهم طريقتهم، فلا تسلبهم تاريخهم الخيالي؛ وتطلب منهم احترام مسلسلاتك الواقعية.. لنا «جيم أوف ثورننا»، ولك «جيم أوف ثورنك»! وكل واحد ينام على الثور اللي يريحه!

ما الذي تقوله؟ أوف ثرونز وليس ثورنز!.. المهم النية!

#عبدالله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر