أبواب

طلب غريب

أحمد حسن الزعبي

وضع تذكيراً على بريده الإلكتروني، وتذكيراً آخر على تقويم جهازه النقّال؛ حتى لا ينسى كالعادة ويتدارك الموقف في الساعات الأخيرة من اليوم.. في السنوات الماضية دأب على إحضار هدايا حسب ما تجود به قدرته الإبداعية على التجديد، فالهدايا المألوفة محدودة غالباً، ولا يستطيع أن يفكّر خارج الصندوق، لاسيما إذا كان الشخص المهدى إليه زوجته بكامل قوتها وجبروتها.

مرّة أهداها نظارة شمسية مقلّدة، ومرة ساعة من دون كفالة، والسنة الثالثة زوج من الأحذية.. الرابعة محفظة.. الخامسة زجاجة عطر «تيستر» وتحجج بأنه لا يثق بالبضاعة الموجودة في السوق، فـ«التيستر» أستر.. في السنة السادسة شنطة نسائية، السابعة نظارة طبية، الثامنة ساعة يد، التاسعة خلاط «مولينكس»، العاشرة زوج أحذية وهكذا.. حتى إن السيدة الأولى - أي زوجته - صارت تعرف مع دوران السنين أياً من الهدايا ستحصل عليها حسب الترتيب الزمني.. فزوجها لا ينظر خارج «الفترينة» ولا يستطيع أن يفكر بهدية غير تقليدية، على ما يبدو أن جين الإبداع والتجديد لديه قد انتقل إلى رحمته تعالى عن عمر يناهز 10 سنوات من الحياة الزوجية..

هذه المرّة قرر أن تختار هي بنفسها هدية «عيد الزواج»، وألا تبقى الهدية مرهونة بذوقه المتهاوي الذي يعيد إنتاج ما قدمه في السنوات السابقة.. وأثناء شرب القهوة عشية إحياء ذكرى أحداث زواجهما.. قال الزوج الذي يتقمّص دور الرومانسية والتواريخ التي لا تنسى: بكرة عيد زواجنا..

الزوجة: أووه..كيف تذكّرته!

الزوج مكرهاً على لفظ العبارة: ليش هو أنا ناسيه لأتذكره!

الزوجة: صحيح؟

الزوج: ولو؟ في شكّ.. بكلامي؟

الزوجة: حاشاك.

الزوج: هالمرّة ما رح اختار لك هدية على ذوقي.. أنتِ اختاري!

الزوجة: أكيد أكيد أنا اللي أختار؟ مهما كان طلبي؟

الزوج: طبعاً ولو..

الزوجة: بدي تذبّح لي نمر!

الزوج وهو يبلع ريقه: نمر.. نمر؟ أنتِ عاقلة حبيبتي.. شو هالطلب الغريب..

الزوجة: يعني ما بتقدر؟

الزوج: طبعاً ما بقدر.. ولا في رجل بالدنيا بيقدر!

الزوجة: طيب.. إذا ما بتقدر.. لعاد ممكن أقرأ رسايل «الواتس أب اللي عليه»!

الزوج وهو يتنحنح: شو بدي أقول بالنسبة للنمر.. بتحبي أذبحه «طعن» بالسكين ولا «طخّ»؟

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر