مزاح.. ورماح

«الحفرة..؟!»

عبدالله الشويخ

شهران أخضران في هذه الأيام، يعوضان 10 أشهر بنيّة في بقية العام.. في الطريق من المدن المزدحمة إلى التجمعات التي تزداد كماً ونوعاً في هذه الأيام في الصحارى الباردة، يمكنك أن تميز رائحة الحطب المحترق بسهولة.. المصدات الهوائية التي تصنعها السيارات ذات الدفع الرباعي.. يمكنك أن تميز أن ذلك الذي يحمل «الجدر» بحماسة هو طباخ المجموعة، الذي يبقى بلا عمل لمدة 10 أشهر، ليكون أهم شخصية في الرحلة أثناء الشهرين المذكورين.. عالم منافق لا يتذكر «التشيف» إلا حينما يحتاجه.. يمكنك تمييز شبك الكرة الطائرة.. لماذا لا يلعبون كرة القدم في البر أثناء الشتاء؟ لا أعرف لكنني أعتقد أن الجموع ترغب في لعبة ليس فيها اشتباك مباشر للأجساد.. لا أحد يحب أن تفسد الرحلة!

وعن فساد الرحلة دعني أحدثك.. الجميع سعيد، والضحكات تنتقل بين جلسة وأخرى محمولة على «بردع» النسمات الباردة.. لكي تسمع فجأة أحد الأطفال يقول: أريد أن أقضي حاجتي! أنت تعرف الطريقة التي ينظر الطفل بها إليك، حينما ينطق بهذه العبارة.. مع الأطفال تكون الأمور سهلة.. السيح كبير والحفرة لا تستلزم شيئاً.. لكنها نظرية التثاؤب التي تقول إن تثاؤب شخص أمام الآخرين يبعث النعاس في أوصالهم جميعاً.. لذا بعد قدوم الطفل الشؤم بدقائق.. تبدأ جميع العائلات بلملمة أغراضها، والعودة إلى منازلها حيث لا حفر مكشوفة، ولا إمكانية أن يتحول أحد إلى أضحوكة في مواقع التواصل.. اضغط هنا لمشاهدة فضيحة هيفا وهبي.. اضغط هنا لمشاهدة طالبة تضرب المدرسة.. اضغط هنا لمشاهدة فضيحة في البر.. الأمر مرعب إذا فكرت فيه!

بالطبع أنت تعرف التأثير السلبي في نفسية الذي ضغط عليهم للعودة بسبب ضغط أمعائه عليه.. سيُشيع باللعنات طوال الطريق، وسيتهمه الجميع بأنه الذي «خرب» الطلعة، وتتأصل عقدة «ما يحبوني» في داخله بأضرارها المختلفة على المجتمع!

هي كلها شهران.. وهي دعوة لجميع الجهات الرائعة المسؤولة عن البنى التحتية.. أحضرتم السعادة إلى بيوتنا وعبأتموها في «جزازات» معاملاتكم وابتساماتكم الرائعة، ورأينا الفرق في المجتمع، فهلا أكملتم هذه الصورة الجميلة في مواسم الفرح المسروقة، بالاستفادة من خبرات وتجارب مناطق أخرى، مثل تجارب المملكة أثناء مواسم الحج، والقيام بتوزيع المرافق الصحية المؤقتة في المناطق المعروفة للمخيمات، لكي لا تخترب الرحلة بسبب بيضة فاسدة!

أعلم أن أكثر ما يخيف القائمين على هذا النوع من المشروعات، هو إمكانية إفساد المرافق الصحية بعبارات السفهاء السخيفة على الأبواب.. لكن اطمئنوا لقد انتقل هذا النوع من الجمل والعبارات إلى «تويتر».. ستبقى أبوابكم نظيفة!

#عبد الله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر