كرة قلم

موهوبون بالمصادفة!

حسن الجسمي

في إحدى المحاضرات، قال لنا أحد أهم كشافي نادي مانشستر يونايتد، إن النادي لديه خريطة جغرافية، الهدف منها أن يستولوا على هذا الجزء من العالم كروياً، مفادها أن كل من يركل كرة القدم في هذا الجزء الجغرافي يجب أن يراه كشافو النادي.

قبل أيام اجتمع اتحاد الكرة بالأندية لمناقشة تقليل عدد المسابقات في المراحل السنية من سبع إلى خمس مسابقات، ودمج مسابقات المراحل، وأمور أخرى بحاجة إلى دفتر وقلم لأشرحها لكم، شارك فيها ما يقارب 30 نادياً أغلبها لا تشارك في أغلب المسابقات للمراحل السنية، ولا أعلم هل هذا التغير لمجرد التغير أم أن فوائد كبيرة ستعود علينا مستقبلاً؟ أم أن النظام السابق غير مُجدٍ؟ لكن شكراً على مجهودهم على أي حال!

• آخر تغريدة:

قل لي ما هو نهجك واستراتيجيتك في المراحل، أقل لك أين مكانك في كرة القدم مستقبلاً.

المراحل السنية أسلوب ونهج، وليست مسابقات لممارسة كرة القدم فقط.

أليس من الأجدر أن نفرض على الأندية نظام وطريقة سير المراحل وتحويلها الى أكاديميات إجبارية، كما فعلت ألمانيا مثلاً منذ بداية القرن الجاري، وصرفت ما يقارب مليار يورو لتجبر الأندية على خلق نهج ونظام موحد بإشراف اتحاد كرة القدم هناك، ومن يخرج عن نظامها وهدفها، لا يحصل على رخصة مزاولة كرة القدم أو حتى تجديدها، لتتحقق بعدها بـ14 عاماً كأس العالم!

حتى لا نذهب بعيداً، أرى أن من الأفضل أن نطبق أو نفرض تجربة أكاديمية نادي الجزيرة على البقية، مع بعض التعديلات التي تخدمنا كاتحاد كرة قدم، ودمج مادة الثقافة الإماراتية والأخلاق مع المواد العلمية، بحيث يذهب اللاعب إلى الأكاديمية يدرس ويأكل ويشرب بطريقة صحيحة وصحية، يمارس كرة القدم، ومن ثم يعود إلى بيته وقد فعل كل شيء، وفي نهاية الشهر يحصل على مكافأة.

ومن لا يستطيع فعل ذلك فعلى الاتحاد مساعدته، أو البحث عن داعمين ومستثمرين في ذلك، لأن المراحل السنية أسلوب ونهج، وليست مسابقات لممارسة كرة القدم فقط، فكلما وضعنا نهجاً كانت المخرجات أسرع وإنتاجها أكبر وبجودة أعلى، وكلما تركناها لمجرد الممارسة ستُخرج لنا لاعبين موهوبين بالمصادفة!

أليس من الأجدر أن نفرض على الأندية أن يكون لديها في كل فريق مدرب برخصة «أ»، وكشاف لاعبين محترف يحمل شهادة كشاف محترف على الأقل برخصة «ب»، يعاون المدرب على تصعيد اللاعبين بين المراحل، أو ربما جلب آخرين من أندية أخرى، كما هو متعارف عليه في أغلب الدول المتطورة كروياً؟ فليس من المعقول أن أغلب المشرفين والمدربين على القطاعات السنية هم في الأساس مدرسو تربية بدنية!

رسم الخريطة أهم من تغيير ودمج المسابقات، أو يجب أن تتخلله الفوائد المستقبلية من التغيير، يرفقه دعم للأندية غير القادرة على تشغيل فئات عمرية معينة بحجة الميزانية، فليس من المعقول أن نحرم فئة معينة في قطاع جغرافي معين من ممارسة كرة القدم، لأن النادي لا يملك المال، وهو في الأساس يشتري محترفين بملايين الدراهم.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر