5 دقائق

شهداء الإنسانية

خالد السويدي

لا يقوم بقتل الأبرياء إلا أولئك الذين تجردت مشاعرهم من الإنسانية، وصارت قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة، مجرمون فقدوا البوصلة بفتاوى مغلوطة، ومفاهيم لا تمت إلى الدين الإسلامي بأي شيء، صاروا يتلاعبون بها حسبما يخدم مصالحهم الشخصية، مستغلين تلك العقول التي لا تستوعب، فتنفذ دون أدنى تفكير.

كالعادة تتدخل الأيادي القذرة الآثمة لتمارس لعبتها الفاجرة في عمل جبان تستنكره جميع الطوائف والأديان.

كوكبة من الشهداء انضموا إلى من سبقوهم من شهداء الإمارات، وستتزين واحدة الكرامة بأسمائهم لتكتب بحروف لا يمكن أن تمسح في قائمة الشرف التي بات كل إماراتي يفتخر بها.

شهداء الإمارات الخمسة الذين راحوا ضحية العمل الغادر في قندهار لم يكونوا في مهمة عسكرية على ظهر دبابة، لم يحملوا الأسلحة لتوجيهها إلى صدور الأبرياء، ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في مهمة إنسانية تهدف إلى تأسيس مشروع خيري يستفيد منه الأيتام والفقراء في المنطقة، لكن كالعادة تتدخل الأيادي القذرة الآثمة لتمارس لعبتها الفاجرة في عمل جبان تستنكره جميع الطوائف والأديان.

هذا العمل لا يمكن تصنيفه إلا تحت بند الإرهاب، الذي بات لا يفرق بين العدو الذي يسعى للدمار والصديق الذي مد يد الخير لأخيه الإنسان، وبالتأكيد لن يقف عائقاً أمام أيادي الخير والعطاء التي تمدها الدولة في مشارق الأرض ومغاربها.

لقد اتخذت دولة الإمارات قرارها منذ سنوات بالوقوف ضد كل أعمال الإرهاب، فشاركت في تحالفت عدة من أجل هذه الغاية النبيلة التي تهدف إلى القضاء على كل أنواع العنف وقتل الأبرياء، بداية من قوات حفظ السلام في لبنان، والمهام التي تنفيذها في كوسوفو وأفغانستان وغيرها دلائل واضحة على نهج العمل الإنساني الذي اتبعته الدولة منذ قيامها.

يقول الكاتب توفيق الحكيم: «بورك من ملأ حياته بعمل الخير، لأنه أدرك أنها أقصر من أن يضيعها بعمل الشر»، ومن هذا المنطلق الذي يتناسب تماماً مع توجهات القيادة الكريمة في دولة الإمارات، فإنني على ثقة تامة بأن دولة الإمارات ماضية في طريق الخير وتحقيق السلام والتخلص من الإرهاب، لن توقفنا القنابل ولا الصواريخ، بل ستستمر قافلة الخير في طريقها للارتقاء بحياة الإنسان في كل مكان.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر