Emarat Alyoum

عقل الدجاجة

التاريخ:: 14 يناير 2017
المصدر:
عقل الدجاجة

يبدو أن محيط الرأس هو المقياس الظاهري الوحيد لدينا في الحكم على المعرفة والحكمة والرجاحة، فكلما شاهدنا رأساً كبيراً قلنا «ما شاء الله كأنه رأس وزير»، وكلما تمعّنا في استدارة الرأس، وكان لافتاً بالحجم، قلنا «بيصلح رأس دكتور».. بالمقابل، إذا ما أردنا أن نصف رعونة شخص، أو سرعة غضبه ورضاه، أو سطحية تفكيره، نقول «عقله عقل دجاجة»، أيضاً هنا حكمنا على العقل والقدرات من الحجم الظاهري لرأس هذا الكائن المتفاني.

الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك تماماً، كما يقول الدكتور لوري مارينو، من جامعة ايموري، في بحثه الذي يدافع عن «عالم الدجاج»، وينصحنا نحن البشر بأن نصحح نظرتنا تجاه هذه المملكة المنظّمة، التي فيها الترتيب الهرمي للحكم والطاعة.

**

الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك تماماً، فكما يقول الدكتور لوري مارينو، من جامعة ايموري، في بحثه الذي يدافع عن «عالم الدجاج»، وينصحنا نحن البشر بأن نصحح نظرتنا تجاه هذه المملكة المنظّمة، التي فيها الترتيب الهرمي للحكم والطاعة، أن الدجاج ليس كما نتخيل، فالدجاج لديه وعي ذاتي، ولديه قدرات حسابية جيدة في الموازنة بين الأعداد والكمّيات، كما أنه متطوّر سلوكياً، ويميز بين الأفراد الذين يتعاملون معه، وفوق كل هذا لديه بعض السمات «الميكافيلية»، وقادر على ضبط النفس، ويستطيع أن يرتّب الأشياء، ولديه دورة متقدّمة «النظم الإدارية»، ومعاه «ليسن» ساري المفعول، ويستطيع أن يميّز الأصوات، كما يطلق أكثر من 22 صوتاً مختلفاً، كل واحد له لغة مختلفة، ويقدّس الحياة الزوجية، كما أن الدجاجة الأم لها احترامها وهيبتها بين بقية الدجاج، وإذا ما سمعت صراخ صغارها أو استنجادهم اكتشف دكتور الأعصاب أن الدجاجة الأم يزيد معدّل دقات قلبها، وتزيد حرارتها، كما يعرف الدجاج مكانه ومكانته من خلال ترتيب هرمي، الأضعف يخضع للأقوى، ويرضى بذلك بعد مبارزة تقييمه، وإذا حضر دجاج غريب وهزم الدجاج المهيمن على المجموعة، فإن الدجاج الأضعف يستخف بالمهزوم، ويحاول أن يهيمن عليه أو يتساوى معه في الترتيب، تماماً هذا ما يحدث معنا في السياسات العربية، وليس في عالم الدجاج فحسب..

**

المهم هو بحث طويل وعميق، أخذ سنوات طويلة من الدكتور «الله يعطيه الصحة»، وبعدما قرأته بتمعن حقيقة «كبر الدجاج بعيني»، وأصبحت أنظر إليه بعين الإجلال والاحترام، وكلما رأيت ديكاً «ميكافيلياً» أسلم عليه بحرار، وأقول له «غير تعطينا يوم»، وكلما شاهدت دجاجة تتبختر في حوش الدار، أغض طرفي، وافتح لها الطريق كي تمر، وأقول لها: «تفضلي يا أختي»..

بالمناسبة، الدكتور «مارينو» لم يبالغ عندما قال إن الدجاج عنده صفات «ميكافيلية»، فقد بعثت طلب صداقة على «فيس بوك» للديك «الأحمر»، وأضفته على «قروب» بالـ«واتس آب»، بهدف التقرب منه، ردّ علي في الفيس «not now»، وعمل «خروج» من المجموعة فوراً.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .