كرة قلم

نحن نبحث عن ملعب!

حسن الجسمي

بغض النظر عن تأييدك لقرار «فيفا» عما سيحدث بعد عشرة أعوام لكأس العالم من عدمه، يجب أن تقتنع بأن الدراسة الاستراتيجية والتسويقية للبطولات أهم عنصر في تطوير المسابقة مادياً أو فنياً.

كرة القدم اليوم ليست كما هي بعد عقد من الزمن، المتابعون والجمهور والتسويق سيتغيرون، قاعدة متابعي اللعبة والاهتمام الإعلامي بها يزيدان عاماً بعد آخر، فما بالك بعد عشرة أعوام!

«فيفا» يريد زيادة مدخوله بتغيير نظام كأس العالم، والاتحاد الأوروبي أعلن، في أغسطس الماضي، عن تغير نظام المسابقة الأهم على صعيد الأندية، وهي دوري أبطال أوروبا، بحيث سيتأهل من الدول الأوروبية الكبرى أربعة فرق مباشرة للمجموعات، وتغيير استراتيجية توزيع الأموال بسبب زيادة تسويق المسابقة بداية من موسم 2018/‏‏‏2019، وأشياء أخرى.

أما في إنجلترا، مثلاً، فيعرف الجميع متى تُلعب مباريات الكأس، ومتى النهائي وأين، وأيام المباريات المؤجلة، لو حدث ظرف طارئ أو ظروف جوية تسببت في تأجيل المباريات وبكبسة زر!

• يجب أن نعمل على إعادة هيكلة مسابقاتنا جميعاً.

كل ذلك يحدث ونحن نبحث عن ملعب نلعب به مسابقة الكأس، كل ذلك يحدث ونحن نلعب بطولة الكأس من مباراة واحدة، ونعتمد على نظام الصناديق، الذي أكل الدهر عليه وشرب، لتحديد من يقابل من!

كل ذلك يحدث ونحن نلعب مسابقة كأس المحترفين تارة من دون اللاعبين الدوليين وتارة بهم، وسيكون النهائي بعد مباراة منتخبنا، الذي سيكون في أستراليا بيومين!

كل ذلك يحدث ونحن نلعب مؤجلات الدور الأول في الدور الثاني، كل ذلك يحدث ونحن لم نعرف جدولة الدور الثاني إلا قبل أيام معدودة، كل ذلك يحدث ونحن نلعب مرة يوم الخميس ومرة الأحد ومرة في وسط الأسبوع، ضاربين بالطرق العلمية والأمور التسويقية والجماهيرية عرض الحائط.

لو ذهب أحدهم في بداية الموسم لتسويق نهائي كأس الخليج العربي مثلاً، فسيسألونه عن الموعد، والملعب والجمهور وعدده، الجواب سيكون لا نعلم، بينما ننتظر الظروف! لذلك سيدير الراعي ظهره لرعاية مسابقة لا يعرف مشغلوها متى ستقام وأين!

في رأيي يجب أن نعمل على إعادة هيكلة مسابقاتنا جميعاً، وتحديث نظامها التقليدي الذي تآكل مع مر السنين، ووضع استراتيجية واضحة لسيرها ومواعيدها وملاعبها وكل شيء، يجب أن نعرف كيف شكل مسابقاتنا العام المقبل والذي يليه، وكيف سيكون الحضور الجماهيري، وكيف سنسوق لها، لأن كرة القدم لا تعرف المصادفة، والجدولة الصحيحة تزيد ثقة الأندية والجماهير بها، فدوري أبطال أوروبا - على سبيل المثال - يشعرك بأن كرة القدم تنظيم قبل كل شيء.

عموماً لا نطالب بشيء خارج عن المألوف، أو مقارنة المسابقات المحلية بالأوروبية، ليس عيباً ولا مضحكاً ولا ضرباً من الخيال، كرة القدم في التنظيم والاستراتيجيات واحدة، لا تعتمد على الزمان والمكان، ولا رمي الرابطة كرة اللهب على لجنة المسابقات، ولا على قيمتك في عالم المستديرة، فقط بحاجة إلى الرجل المناسب في المكان المناسب، وتطوير الوضع الحالي بما يتناسب مع التزاماتنا الخارجية، مع الأخذ بعين الاعتبار مشاركات الأندية ووصولها لأبعد نقطة، والتزامات المنتخب كما هو متعارف عليه في نظام «فيفا»، وظروفنا المناخية، ما دون ذلك يعد تدخلاً وانتهاكاً لحقوق اللعبة ومسابقاتها، ويتسبب في موتها ببطء ونحن لا نشعر!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر