كل يوم

شهداؤنا.. ضحوا بأرواحهم لصنع الحياة!

سامي الريامي

منتهى الانحطاط البشري والأخلاقي، أن يستهدف الإرهابيون دبلوماسيين أبرياء، قطعوا مئات الأميال ليقدموا العون والمساعدة للأطفال والأيتام بشكل خاص، وللمجتمع الأفغاني الفقير بشكل عام، عمل جبان ترفضه القيم والمبادئ والأخلاق البشرية عموماً، وترفضه الأديان والمذاهب والقوانين والأعراف الدولية كافة، لكن الجبن صفة الإرهابيين، هم جبناء ومتخلفون، وسيظلون كذلك!

لا يوجد أي مبرر ديني أو أخلاقي أو إنساني لتفجير وقتل الأبرياء، لا يفعل ذلك إلا المجرمون المنحطون أخلاقياً وإنسانياً، لا كرامة فيهم، ولا شرف، ولا يمكن تصنيفهم أبداً كبشر، إنهم مرضى نفسيون يملؤهم الحقد والكراهية، ويعمي أعينهم الشرُّ، هؤلاء ناقمون على البشرية، وناقمون على الحياة، ويصدّرون الموت للجميع دون تفرقة، لذلك هم لا يستحقون الحياة.

فخورون بشهدائنا الأبرار، وفخورون بعملهم الإنساني، فخورون بالبستكي والكعبي والمزروعي والطنيجي والحمادي، تغمدهم الله تعالى بواسع رحمته شهداء أبراراً، فقد كانوا ينشرون الخير والأمل والعون للمحتاجين والفقراء، لقد سلموا أرواحهم الطاهرة لبارئهم، وهم يصنعون الخير، ويطبقون تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، تعاليم رب العباد التي أنزلها في قرآنه الحكيم، وتعاليم نبيه خير الخلق والمرسلين، المتمثلة في غوث المحتاج، ومساعدة الضعيف، واليتيم، طبقوا بالعمل والقول والنية الطيبة ما يأمر به الله ورسوله، لا كما يأمر به الشيطان مِنْ قتل وتدمير وعنف وكراهية، والتي ينفذها الإرهابيون الجبناء أعوان الشيطان في الأرض!

شهداؤنا الأبرار ذهبوا إلى قندهار لهدف إنساني نبيل، لم يكونوا مدججين بالسلاح، ولا يحملون معهم قنابل ولا متفجرات، وهم ليسوا طرفاً في أي نزاع، كما أنهم لم يستهدفوا أحداً بأي سوء، ذهبوا إلى هناك في مهمة إنسانية، ضمن برنامج الإمارات لدعم الشعب الأفغاني الشقيق، كانوا في موقع لوضع حجر الأساس لتشييد دار خليفة بن زايد للأيتام، والتوقيع على اتفاقية للمنح الدراسية الجامعية على نفقة الإمارات، ومع ذلك قرر الإرهابيون إيذاءهم، ومقابلة الخير والإنسانية بالتفجير والقتل!

الإمارات دولة الإنسانية، ودولة الأخلاق والمبادئ، ومساعداتها الخارجية تفوق جميع دول العالم، ليس في ذلك رياء ولا منة، لكنها حقيقة تثبتها الأرقام، وهي سياسة متأصلة ومتجذرة في قادة الإمارات، أرساها الآباء المؤسسون للدولة، ويسير عليها الآن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وجميع الحكام والقادة، ومن أجل تنفيذ هذه السياسة الكريمة، بذل هؤلاء الرجال أرواحهم الغالية، فنعم التضحية، ونعم الرجال، ونعم العمل، ونعم الخاتمة!

الإرهاب لن يثني الإمارات عن المضي في طريق الإنسانية، ولن يوقفها عن مساعدة المحتاجين في مختلف بقاع العالم، كما أنه لن يؤثر سلباً في معنويات شعب الإمارات المرتفعة دائماً بالحق والخير، ومسيرة الإمارات المباركة سوف تستمر رغماً عن أنف كل حاقد أو معتوه، لقد أثبت شعب الإمارات أنه قوة متماسكة في أوقات الشدة والرخاء، وقدم أبناء الإمارات أجمل أنواع البذل والتضحية والشجاعة والقوة، وسطر جنود الإمارات بطولات سوف يكتبها التاريخ بأحرف من نور، وقدم رجال الإمارات أرواحهم الطاهرة فداء للدين والوطن ونصرة الضعيف وإعادة الحق إلى أصحابه، ولمساعدة الفقير والمحتاج، بذلوا حياتهم ليسعد الأطفال واليتامى بحياة أفضل، الإماراتيون صناع حياة، والموت لمن يسعى إلى نشر الموت والدمار!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر