أبواب

أحافير وبطاطس

أحمد حسن الزعبي

نشرت مجلة «سيانس أدفانسز» دراسة جديدة، تشير إلى اكتشاف مهم يدل على بقايا بطاطا على ساحل كندا المطل على المحيط الهادئ، ما يثبت أن سكان أميركا الشمالية كانوا يزرعون حقول البطاطا قبل 4000 سنة تقريباً.

قبل 4000 سنة، كانت القبائل التي تسكن أميركا اللاتينية تزاول الزراعة، تزرع البطاطا، وتقوم ببيعها للتجمعات البشرية المجاورة.. وقبل 4000 سنة كنا نتفنن بـ«سطّ الحكي».

وتفيد الدراسة بأن هذه الأراضي كانت تعود إلى قبيلة «آل كاتزي» الكرام، التي يتعارف عليها الآن بـ«بريتش كولومبيا»، حيث كانت تستصلح تلك القبائل المستنقعات لزراعة البطاطا على نطاق واسع، كما وجدوا بعض الحجارة والعلامات الصخرية، التي وضعت حول المحصول كحدود لهذه الحقول ولإثبات الملكية أيضاً، كما وجدوا كذلك بعض الأدوات الحادة والرؤوس الحديدية المدببة، التي كانت تستعمل كأدوات زراعية في تلك الفترة.

سبحان الله! في الوقت الذي اكتشفت فيه على الساحل الكندي دلائل على القبائل الزراعية المنتجة، وأنها كانت تزرع وتصدر البطاطا قبل 4000 سنة.. اكتشف جار لنا أثناء قيامه بحفر بئر للمياه العادمة في باحة منزله، و(بالتزامن مع الدراسة)، على عمق أربعة أمتار من سطح الأرض مجسماً غريباً يميل لونه إلى الترابي الداكن، أخرجه بعناية فائقة، وإذ به كرتونة عتيقة أصابها ما أصابها من الرطوبة والعوامل الجوية المتقلبة على مدار السنين، أحضر فرشاة دهان صغيرة وبدأ يزيل التراب عن جسم الكرتونة رويداً رويداً.. ليرى المكتوب عليها.. وبعد جهد وتدقيق وتحليل للأحرف اكتشف أن المكتوب عليها «الصغير صار كبير 8 قطع دجاج بروستد + مايونيز + كاتشاب + بيبسي حجم كبير + بطاطا بنفس سعر زمان»، كما وجد داخل الكرتونة بعض العظام البالية والأجنحة المقرقطة بعناية فائقة، تدلّ على شغف شعوبنا بالاستهلاك الجاهز منذ الأزل.

قبل 4000 سنة، كانت القبائل التي تسكن أميركا اللاتينية تزاول أقدم مهنة في التاريخ (الزراعة)، تزرع البطاطا وتقوم ببيعها للتجمعات البشرية المجاورة.. وقبل 4000 سنة كنا نتفنن بـ«سطّ الحكي» لاسيما نظم الشعر، إما غزلاً وإما هجاء، فإذا مرت حسناء أمام جدودنا أغدقوها غزلاً، ولو كانت شبه «زكية زكريا»، أو بسبب الفراغ والوقت الطويل قصف الجبهة المقابلة بالهجاء لمن لا يروق لهم من الأشخاص أو القبائل، لذا كل الأحافير التي تم العثور عليها في منطقتنا كانت بنتائج متشابهة تقريباً، العثور على هيكل عظمي مضطجع على يمينه، وتحت ذراعه وسادة وقربه صحن لبن و«باكيت دخان».. وخذ أكل وسوالف! 

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر