كل يوم

عام الخير فرصة جديدة للغائبين عنه!

سامي الريامي

لا أسهل من فعل الخير، ولا أبسط من إسعاد الناس، ليس بالمال وحده، ولكن بالابتسامة والكلمة الطيبة ومعاشرة الناس بخلق حسن، بالصدق في المعاملة، والإخلاص في العمل، بخدمة الصغير، وإعانة الفقير، وتقدير واحترام ومساعدة الكبير، بالعمل والجد لمصلحة بناء وتطوير الوطن، والتفاني في خدمته.

هذه مبادئ ديننا الحنيف، وهذا ما فعله نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهذه هي عادات العرب، وهذا ما يريده منا اليوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي أمر بأن يكون عام 2017 عاماً للخير، وهذا ما أوضحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مقاله الرائع المنشور أمس، الذي وضع فيه الخطوط العامة السهلة لنشر الخير، وإسعاد المجتمع.

تساءل سموه في بداية المقال: ماذا نريد من عام الخير؟ وما هو الخير الذي نسعى له؟ ومن دون شك فإن الإجابة عن هذين السؤالين هي الخطوط العامة التي يجب أن يسير عليها الجميع، لتحقيق الأهداف المرجوة من تخصيص عام 2017 عاماً للخير، وهي غير مقتصرة على الأجهزة الحكومية ولا على الجهات الرسمية فقط، بل خطوط عامة لكل فرد من أفراد المجتمع، فالخير المطلوب ليس حكراً على صرف الملايين في مشروعات خيرية، بل هو شامل ومنوع، كل فرد منا يستطيع تأديته وفقاً لإمكاناته وظروفه، ولا يوجد أحد مستثنى من ذلك.

الخير تبرع وعطاء وسخاء، ومساعدة المحتاج، وإغاثة الملهوف، ونفع المجتمع، لكنه أيضاً «كل فعل يحدث الفرق في حياة إنسان أو حياة مجتمع أو مسيرة وطن»، وهذا ما يؤكده محمد بن راشد، فهو يرى أنه ليس من الصعب أن يُحدِث الإنسان فرقاً، فكل أب يمكن أن يُحدِث فرقاً لخير أسرته، وكل أم بإمكانها إحداث فرق أكبر في أسرتها وبين أبنائها، ولاشك في أن كل شخص مهما كان عمله يستطيع أن يُحدِث فرقاً في محيط عمله، وفي مجتمعه بشكل عام.

أن تطعم طيراً خير، أن تبتسم في وجه جارك خير، أن تكون في وظيفة تراعي فيها الناس وتؤدي فيها أكثر من المطلوب منك هو خير، أن تكون مسؤولاً وتسعد الناس وترفق بهم عند تطبيق القوانين عليهم خير، أن ننظف شواطئنا وصحارينا ونرعى أشجارنا خير، فهل هناك أسهل من فعل الخير عند محمد بن راشد؟ وهل يدرك كل منا ما أثر ذلك في البشر والمجتمع لو التزم ومارس هذه الأفعال وغيرها بإخلاص وديمومة؟ لاشك في أنه سيحدث الفرق.

عام الخير فرصة جديدة متاحة أمام التجار ورجال الأعمال، والشركات الكبيرة التي سجلت غياباً ملحوظاً عن الإسهامات المجتمعية، إلا ما ندر، طوال السنوات الماضية، بالتأكيد ليس الجميع، ولا يحق لنا التعميم، فهناك مبادرون ومحبون للعمل الخيري، ومساهمون بشكل فاعل وسخي في كل الأنشطة والمبادرات الخيرية التي تطلقها الحكومة، كما أن هناك مؤسسات خيرية وجمعيات فاعلة ونشيطة تتبع لرجال أعمال معروفين، لكن الصورة العامة الواضحة أن عدد المساهمين في خدمة المجتمع أقل بكثير من المبتعدين تماماً عن الإسهام، وذلك مقارنة بعدد التجار والشركات وحجم استفادتهم من البلد!

عام الخير فرصة لرجال الأعمال كي يقتربوا من المجتمع أكثر، أن يسهموا في سد بعض احتياجاته، وأن يسهموا في بناء وتشييد مراكز صحية، أو مراكز للمعاقين، أو أن يطلقوا مبادرات لمساعدة المرضى المحتاجين للعلاج، أو أسر السجناء المحتاجين إلى دعم، أن يطلقوا مشروعات وقفية، وغيرها، فهذه فرصتهم لأن يثبتوا حبهم للعطاء، كما يعشقون الأخذ، وأنهم يبنون للمجتمع كما يبنون مشروعاتهم الخاصة، وأنهم يطمحون إلى زيادة الأجر والثواب وتقدير المجتمع لهم، كما يطمحون إلى زيادة رؤوس أموالهم ليل نهار، إنها فرصة جديدة لمعادلة كفة ميزان العمل التجاري بالعمل الخيري، ومعادلة كفة الاستفادة من المجتمع وإفادته، فهل نشهد ذلك في هذا العام؟ جميعنا يتمنى ذلك!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر