كل يوم

ثروة الإمارات الحقيقية

سامي الريامي

ثروة الإمارات الحقيقية لم يكن مصدرها النفط، مخطئ من يعتقد ذلك، فهُناك دول تملك نفطاً أكثر منّا، وتُصدره قبل أن يُكتشف هُنا، لكنها اليوم لا تُضاهينا في مستوى التطور والتنمية والرقي الحضاري والبشري، ثروة الإمارات الحقيقية، التي كانت أساس كل رفعة وتطور، هي وجود قادة مخلصين، وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وغيّروا مفاهيم السلطة والحُكم، حيث أصبح الحاكم جزءاً من الشعب، يعمل من أجل مستقبل أفضل لجميع الرعية، يعيش بين أفراد شعبه، يفرح معهم في فرحهم، ويحزن لحزنهم.

الإمارات محظوظة بزايد بن سلطان وراشد بن سعيد، القائدين العظيمين الحكيمين، اللذين جلسا في خيمة صغيرة على تلة رملية، وخططا ببُعد نظر، وبإخلاص، وبتفانٍ، بعيداً عن أي مصلحة شخصية، ليقيما دولة عصرية حديثة متحدة، بحكامها وأبنائها، وبعزتها وكرامتها، رؤيتهما سبقت عصرهما بعشرات السنين، وها نحن هذه الأيام نحتفل بإنجازات هذه الدولة الحضارية المتطورة، هذه الدولة التي حلم بها زايد وراشد في تلك الخيمة الصغيرة!

نحن محظوظون في الإمارات بخليفة بن زايد، ذلك الكريم الشهم ابن الكريم الشهم، الذي أحب شعبه، وقدم له كل ما يحتاج إليه، فمبادراته شملت الجميع، واستفاد منها الجميع، وسهّلت حياة الجميع، فلم يبخل يوماً على شعبه بمال أو جهد أو دعم.

ونحن محظوظون بمحمد بن راشد آل مكتوم، الذي جعل السعادة في الإمارات منهجاً وخططاً وأهدافاً مرسومة للوزارات والمؤسسات، لابد أن تصلها، وتصل السعادة عبرها إلى كل مواطن ومقيم. محظوظون بقائد صاحب رؤية، جعل من بلاده مضرب مثل، ونموذجاً تتمنى دول العالم الوصول إليه، وتتمنى شعوب العالم قاطبة العيش فيها، نموذج يصعب تنفيذه في منطقة مضطربة من العالم، لكن محمد بن راشد فعل ذلك، فقاموسه لا يعرف المستحيل.

ومحظوظون في الإمارات بوجود محمد بن زايد، صاحب القلب النقي والعقل الراجح، صاحب المشاعر والعاطفة الجياشة تجاه كل مواطن ومواطنة، يعطف على الصغير، ويقدر ويحترم الكبير. محظوظون بقائد مثله يعشق تراب وطنه، وتدمع عيناه إخلاصاً ووفاءً عند سماعه النشيد الوطني، يُخطط لخمسين سنة وأكثر، ويُفكر من اليوم في كيفية جعل حياة الأجيال المقبلة أفضل، في كيفية توفير الرفاهية بعد انتهاء عصر النفط، يُفكر في جميع تفاصيل حياتنا، أكثر من أي فرد فينا!

محظوظون بحكام وضعوا أولوية رخاء المواطن فوق كل الأولويات، وبناء الدولة الحديثة بمؤسساتها الخدمية الراقية في مقدمة خطوات العمل والتطوير، عملوا بجد لإزالة كل التحديات، وتحقيق الإنجازات، لضمان استمرارية البناء والرخاء.

في الإمارات شعب وفيّ، أخلص في حب قادته، لم يجبره أحد على الخروج في مسيرات لتأييد القائد، لكنه خرج وحمل صور الرئيس والحكام طوعاً وحباً وإخلاصاً، لم يجبره أحد على حمل الأعلام وتمثيل المحبة، فهي محبة صادقة، وولاء مطلق، وعشق أزلي ودائم لاسم الإمارات وعلمها وترابها وكل ما يمت إليها بصلة، الجميع في الإمارات احتفل على طريقته باليوم الوطني الـ45، والجميع شعر بالسعادة، كونه جزءاً من هذه الأرض وهذه الدولة وهذه الإنجازات، لم يكن يوماً عادياً، بل كان عيداً من البهجة والفرح والسرور، بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر