كل يوم

مقدرات الدولة ليست ساحة للعبث

سامي الريامي

قطاع الطيران والسياحة أسهم بأكثر من 128.55 مليار درهم في الناتج المحلي للإمارات عام 2014، ومن المتوقع، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، أن تزيد نسبة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي 10%، بل إن هذا القطاع تحديداً يقود النهضة التي تشهدها الدولة، واستمراره بوتيرة النمو نفسها سيجعله مؤهلاً لتجاوز مساهمة القطاع النفطي في الناتج المحلي بحلول عام 2021، هكذا هي توقعات المسؤولين، وهذه هي نتائج تقديرات العديد من الدراسات والتقارير المحلية والعالمية.

قطاع بهذا الحجم، وهذه الأهمية، وبهذه الحيوية، لا يمكن جعله ساحة مفتوحة لكل من يريد أن «يلعب» بطائرته التي يتحكم بها عن بعد، فهي أمور غير قابلة للمس، فضلاً عن كونها مهدداً رئيساً لسلامة الطائرات ومَن عليها، فسلامة وأرواح البشر خطوط حمراء، لا تقدر بثمن دون شك!

إنه عبث بالأرواح والممتلكات، وإضرار بمقدرات واقتصاد الدولة، فهل يعي هؤلاء الذين يعبثون بطائرات «درون» في مناطق بالقرب من مطارات الدولة، أو ضمن مجالات وخطوط طيران معتمدة، حجم خطورة ما يفعلون، أم أن هناك نقصاً في القوانين الملزمة لوضع حد لمثل هذه التصرفات، أم أن الحالات السابقة لم تُواجَه بحزم وردع وتوعية تكفي لإيقاف هذه الظاهرة المُضرّة؟!

إنها ليست المرة الأولى التي يُغلق فيها المجال الجوي لمطار دبي الدولي، وبسبب طائرة درون «يلعب» بها صاحبها في منطقة قريبة، مطار دبي الذي يعد أحد أكبر مطارات العالم، يغلق مجاله الجوي، ويحوّل الرحلات إلى مطارات أخرى، يرتبك العمل والمسؤولون، ويُستنفر الموظفون، ويتأخر الركاب في المطار خمس ساعات وأكثر، وتتغير الرحلة على مسافرين قادمين إلى دبي، وتخسر الدولة ملايين الدراهم، كل ذلك لسبب مباشر متمثل في شخص «يلعب» بطائرة صغيرة، ليُعرّض سلامة الطائرات الكبيرة للخطر، ويستهتر بسلامة من عليها، ويفرض ساعات صعبة على الموظفين والمسؤولين، ويضر باقتصاد البلد!

في شهر يونيو الماضي أغلق مطار دبي الدولي مجاله الجوي 69 دقيقة، بسبب نشاط غير مصرح له لطائرة «درون»، واكتفت الجهات المعنية بإصدار بيان يقول: «السلامة تقع على رأس سلم الأولويات، وبناءً عليه فإننا نُذكِّر جميع مشغلي الطائرات بدون طيار بأنه لا يسمح لهم باستخدام طائراتهم من دون تصريح»!

وفي 29 سبتمبر الماضي يتكرر الأمر، ويغلق مطار دبي الدولي مجاله الجوي لمدة 27 دقيقة، وبسبب ظهور طائرة درون في أجواء محيط المطار، ويتكرر البيان الصحافي بصيغة مشابهة: «يُمنع منعاً باتاً أي نشاط خاص بالطائرات بدون طيار في محيط المطار»!

ويزداد الوضع سوءاً، ويغلق مطار دبي الدولي مجاله الجوي، أول من أمس، ولمدة 80 دقيقة، فتتوقف الحركة في مطاري دبي والشارقة، ويتم تحويل الرحلات إلى مطارات محلية، مُخلِّفة خسائر قدَّرها مسؤول بعشرين مليون درهم، وللسبب ذاته، شخص «يعبث» بطائرة درون، فهل نترك هذا المسلسل الممل لتزيد حلقاته ونتائجه الدرامية مستقبلاً؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر