5 دقائق

عقلية رئيس محتمل

عبدالله القمزي

هذه أهم مرحلة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهي المرحلة التي أتابعها فقط، وكما كان متوقعاً في بداية هذا العام بتغلب مرشح الرئاسة دونالد ترامب على منافسيه الجمهوريين، أصبح المرشح رسمياً في مواجهة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

في الدول المتخلفة الغارقة في الفساد تتسم الانتخابات بالتزييف.

يختلف الناس كثيراً في تقييم الاثنين، البعض يرى أن ترامب هو الأنسب دون أدنى فهم لعقلية الرجل، والبعض الآخر يرى كلينتون هي الأنسب بسبب خبرتها في السياسة منذ أن كانت السيدة الأولى إلى أن دخلت مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك.

نريد في هذا المقال أن نسلط الضوء على بعض ما قاله ترامب في المناظرة، لأنه بدا غريباً جداً:

أولاً، ترامب قال إنه لو فاز بالرئاسة فإنه سيطلب من النائب العام التدقيق في قضية كلينتون، خصوصاً قضية الرسائل الإلكترونية التي برأتها منها وزارة العدل الأميركية، وهذا الكلام معناه أن الرجل يخطط لزج معارضته في السجن بعد أن يفوز بالرئاسة، وفي تجمعاته يهتف له مؤيدوه بسجن كلينتون.

هل هناك خلل في مفاهيم ترامب عن الديمقراطية؟

في الدول التي تستخدم القانون كوسيلة سياسية يهرب الناس للعيش في أميركا، لكن بأسلوب تفكير ترامب يبدو أن أميركا متجهة للتحول إلى دولة من نوع آخر.

عندما قالت هيلاري لترامب إنه يتهرب من دفع الضرائب قال لها إن ذلك من علامات الذكاء!

نتساءل: كيف يكون التهرب من دفع الضريبة نوعاً من الذكاء في دولة متقدمة مثل أميركا؟ ولماذا لا يعرض ترامب مهاراته في التهرب الضريبي بشكل رسمي للذين هم بحاجة للتحايل على القوانين؟

نتساءل أيضاً: كيف لترامب مثل هذه الجرأة والتبجح بالتهرب من دفع الضريبة وكيف تسمح له السلطات بذلك؟ أليس من المفترض أن يخضع للتحقيقات فوراً بدل الوقوف في المناظرة على تلك المنصة؟

وقبل ذلك ربط ترامب بين فوز كلينتون والتعديل الثاني في الدستور، والتعديل الثاني ينص على حق كل فرد في حمل سلاح، ما يعني أنه يلمح للعنف ضدها، للعلم فإن الحزب الديمقراطي أدان ذلك التلميح بشدة ووصفه بالخطير والمقلق، واتهم ترامب ببث الكراهية.

في المقابل، عبّر السيناتور الديمقراطي تيم كين، الرجل الثاني في حملة كلينتون، عن عدم قدرته على تصديق ما قاله ترامب وقال إن الرجل لا يصلح للمهمة، أي الرئاسة، بينما قال دان غروس، ناشط في مجال مكافحة السلاح، إن ترامب بذلك التصريح يشجع الناس على قتل معارضيهم.

مسك الختام: في الدول المتخلفة الغارقة في الفساد تتسم الانتخابات بالتزييف، وبمجرد أن يفوز شخص بالحكم فإن أول ما يفعله هو سجن المعارضين، ثم يظل في السلطة ويلتف على كل القوانين ويغيرها إن استطاع لصالحه، ولا يترك الكرسي إلا بعد جمع المليارات. تخيلوا معي هذا السيناريو حتى لو كان سريالياً: ترامب يفوز ويدخل البيت الأبيض فتصله برقية من إحدى تلك الدول مكتوب فيها جملة ترحيبية واحدة:

Welcome to the Club

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر