أبواب

شكوى بأثر رجعي

أحمد حسن الزعبي

حتى اللحظة.. لا أستطيع أن أتخيله مرشحاً رئاسياً لأكبر دولة في العالم؛ فكلما دققت في ملامحه وتفاصيل جسمه وحركاته، قلت هذا بالكاد يصلح أن يكون «كاشيراً» في «بارِ» منزو في لاس فيغاس.. أو مصارعاً متقاعداً من نجوم الثمانينات، حيث انتشرت المصارعة الحرة آنذاك، أو صاحب محل «بناشر» يضع رجلاً على رجل فوق كرسي مقلوب على طريق دولي بين ولايتين، يرتدي (أفرهولاً) أزرق مرسوماً عليه دعاية لأحد زيوت السيارات ويشرب (الكولا) ليطفئ ملل المكان؛ لكني لا أستطيع أن أتخيله رئيساً سيمسك بمقود دولة عظمى، ويسير بها في ازدحام السياسة وهو فاقد للتركيز أصلاً.

تصريحاته المثيرة للجدل، وسقطات لسانه تذكرني بحماقة جورج بوش الصغير - الله يسلمه - وتحرّشاته وفضائحه الجنسية تذكرني بزوج منافسته بيل كلينتون، الله يسلمه أيضاً، ما يعني أن السيد ترامب سليل «الخطايا» والخصال الرديئة ممن سبقوه في البيت الأبيض.. حماقة بوش وطيش كلينتون!

**

لا ننكر أنه سيكون مادتنا من السخرية طوال السنوات الأربع التي سيقضيها في البيت الأبيض في حال فوزه، كما لا ننكر أنه متهور، ولا يأخذ في الحساب تصرفاته او تصريحاته أو حتى «طول» يده.. لكني ضحكت طويلاً عندما قرأت عن شهادات ضحايا التحرش «الترامبي»، لأنها استيقظت الآن تحديداً بعد مضي كل هذه السنوات.. الشهادة الأولى كانت للمسنّة السيدة «ليدز»، التي قالت إن ترامب تحرّش بها عندما كان يجاورها في المقعد على متن إحدى الطائرات قبل 30 سنة فقط.. الآن تذكّرت الجدة «ليدز» أن ما كان يفعله الأشقر المنتفخ يدعى تحرشاً وليس فحصاً سريرياً! شهادة الختيارة تماماً كما لو أن «نحلة» قرصت ذراع السيدة «ليدز» وبعد 30 سنة تذكّرت بوجوب أن تصرخ من القرصة وتقول «آآآآآي».. أما حادث التحرش الثاني فهي عبارة عن «قبلة» طائرة من «المرشّح» إلى موظفة الاستقبال في شركة برجه «ترامب تاور» قبل 11 عاماً، والآن تذكرت هي الأخرى هذا التصرّف المشين والمهين، رغم الصمت المطبق والسكوت عنه منذ 2005 وحتى الآن.. يبدو أن صناديق الاقتراع تقوي الذاكرة.

سؤالي: «إذا كان هذا هو سلوك ترامب تجاه النساء قبل الانتخابات.. فماذا سيكون سلوكه مع (الدول) بعد الفوز ولا مؤاخذة؟!».

الله يستر

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر