مزاح.. ورماح

«فقاعة... من ذهب!!»

عبدالله الشويخ

يقول لك دلال العقارات الذي تتعامل معه إنها فرصتك الذهبية لتعويض كل الذي فات.. السوق نايم ويمكنك الحصول على أفضل الأسعار اليوم.. تريد شيئاً «على القد» استراحة محارب في تنقلاتك بين شمال البلاد وجنوبها.. وحين تصلك الأسعار الرسمية تكتشف أنك تحتاج إلى بيع كل ما تملكه أنت والأقارب والأنساب، وتبيع أراضيك في حفر الباطن ومزرعتك الأثيرة في البصرة للحصول على استوديو من خمسة أمتار في أربعة.. بل ويجب عليك الانتظار في قائمة طويلة إلى أن يأتيك الدور.. لا أعرف كيف ستكون الحالة إذاً إن كان السوق «مصحصح»!!

يسر إليك من تعز عليه بأن تستغل فرصة الصيف والجو الحار وتذهب بأبنائك للمدينة الترفيهية الجديدة، فلا شك أن الزحمة لا تعد هناك، وهناك تخفيضات لأن السوق «عرض وطلب»، عند وصولك توقن بأن من بدأ بالمشروع معجب بالقصص والرموز التاريخية؛ لأن الطابور «جيش أوله عندك وآخره عندي».. خلال الساعات التي اعتقدت فيها أنك ستجرب جميع الألعاب كنت محظوظاً لأنك نجحت في الدخول إلى ثلاثة منها، أما عن قانون العرض والطلب والعروض الخاصة.. فمازلت أسدد أقساط تذاكر الدخول بنظام المرابحة والحمد لله.. مستورة!

يحدثك صديق الدراسة عن أحد المطاعم، ولأن كلينا ذكي وتخرجنا في المدرسة ذاتها التي رفدت الدولة بأذكى المفكرين، نذهب في صباح يوم الجمعة إلى ذاك المطعم.. لنفاجأ بنفس الشخصية القميئة التي تظهر في الأفلام على البوابة وهو يقول لنا بأن نسجل أسماءنا وسيتصل بنا حين تفرغ «طاولة»، ويقول لنا بصدق إن الوقت المتوقع لدورنا هو الساعة الواحدة ظهراً، أي بعد ساعتين.. أتمتم في سري: «كافر ما يصلي..»، ولكننا نقبل بالعرض مجبرين.. نسأله عن الوقت الذي يمكننا أن نأتي فيه دون الحاجة للتأكد من وجود طاولة فارغة.. يفكر ملياً ثم يقول: بصراحة في صباحات رمضان فقط..!!

ألم أقل لكم إنه كافر!!

نختار الأوقات الميتة للذهاب إلى المجمع التجاري فنضطر إلى أن ندور الدورات التسع للحصول على موقف للسيارة، وبالطبع أنت تعرف ما الذي يعنيه ذلك: مرحباً بكم في أرض المحشر!!

وفي خضم ما يتحدث عنه المحللون الحساد والمتحذلقون من أزمة اقتصادية يتم توسعة جميع الشوارع وتنفيذ خط جديد لمشروع المترو، وتفتتح الأوبرا وبرواز دبي ودبي باركس، ويوسع دبي مول، ويجري الوالد عملية تمديد معدة، ويتم نقل السفاري الكينية إلى دبي.. والفكة هنا وهناك عشرات الفنادق الجديدة وبضع عشرات من المراكز التجارية، وتغير ملحوظ في الخدمات الإلكترونية والذكية.. والمشكلة أن كل المذكور أعلاه «محجوز بالكامل».

كم أتمنى من المتحذلقين الذين يتحدثون عن نظرية الفقاعة..

... أن يحولوا مدهم إلى فقاعات..!

#عبد الله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر