سوالف رياضية

التحريض مرفوض

عبدالله الكعبي

التحريض مرفوض، وهو دخيل على مجتمعنا، خصوصاً في الوسط الرياضي، فما يقوم به أشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي، أمر غير مقبول، وعلى الرغم من أن هناك احتقاناً جماهيرياً بعد الخسارة أمام المنتخب السعودي في تصفيات المونديال، إلا أن ما يحدث الآن دخل في الذمم والتشكيك في الوطنية، ومهاجمة نرفضها رفضاً باتا!

الانتقاد وسيلة للإصلاح، ويجب أن يكون انتقاداً بنّاء، وإذا تحدثنا بالمنطق نجد أن المدرب أخطأ، وهذه حقيقة، إذ تراجع مستوى اللاعبين والمنتخب، لكن لا تتم مواجهة الأمر بالتحريض ضد المنتخب والمدرب الذي لطالما أفرحنا في السنوات الماضية.

علينا التكاتف والوقوف مع المنتخب، ودعمه معنوياً.. لا نريد أن نهدم جيلاً قادراً على الوصول إلى روسيا.

وتجب المحاسبة وعدم السكوت على كل ما يطلقه البعض في موقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «السناب شات».. علينا إعادة الأوراق، وعدم التطرق إلى هذه المواضيع التي ليست من صفاتنا.

بعض الفيديوهات التي تتحدث عن المنتخب من صغار العقول تشعرني بالضحك، خصوصاً أنهم أشخاص أصحاب إنجازات يحرقون تاريخهم بلقطة أو مشهد، والشارع الرياضي يضحك عليهم من سخافتهم، للأسف، فالشارع الرياضي أصبح واعياً، ويدرك أن هناك تصفية حسابات، وأموراً شخصية واضحة للجميع.

عاد منتخبنا من جدة بخسارة ثانية في التصفيات، بعد أداء هزيل وغير متوقع، ولم نتوقع هذا الأداء والتراجع للأبيض الذي كنّا نأمل منه خيراً أمام السعودية، الأبيض كشف عن هبوط في المستوى وعدم انضباط، وهذا الهبوط بالمناسبة منذ فترة طويلة، وذكرناه في أكثر من مقال. الخسارة تكشف العيوب وتخرج المشكلات إلى السطح، وهذا شيء متعارف عليه في عالم كرة القدم.

ماذا حدث في جدة؟ وما أسباب الخسارة؟ وهل يتحمل مهدي الخسارة أو اللاعبون؟ أسئلة كثيره تطرح من قبل الشارع الرياضي، الذي تم تخديره منذ فترة طويلة والمنتخب يدفع الثمن الآن، عشنا في زمن المجاملات والتطبيل والمراهنات بأن هذا الجيل أفضل جيل مر على تاريخ الكرة الإماراتية.

الكل يعلم أن مستوى لاعبينا في تراجع، والبعض لا يظهر في المباريات الكبيرة، لذا فإن مهدي علي لا يتحمل وحده كامل المسؤولية، فاللاعبون يتحملون جزءاً كبيراً من الخسارة والتراجع، وهذا ليس منتخبنا، وعلينا إعادة الأوراق ما دامت الفرصة موجودة والنقاط في متناول اليد.

على اتحاد الكرة عقد مؤتمر يوضح أسباب الخسارة، وأن يكون على الهواء مباشرة، وبمشاركة أصحاب القرار والإعلاميين وأصحاب الخبرة، فالكل يعلم أن اتحاد الكرة أمام موقف صعب، حيث يطالبه الشارع الرياضي بالتغيير، وعلى اتحاد الكرة الدفاع عن نفسه، لأن الجماهير لا ترحم، ونحن أمام منعطف حاد في التصفيات.

علينا التكاتف والوقوف مع المنتخب ودعمه معنوياً، ولا نريد أن نهدم جيلاً قادراً على الوصول إلى روسيا، الدعم مطلوب ومعالجة الأخطاء هي عنوان المنتخب في الفترة المقبلة، وعلينا أيضاً عدم الالتفات إلى الأشخاص الذين يريدون هدم المنتخب، ونحن في منتصف الطريق.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر