كرة قلم

مورينيو.. ومعركة المبادئ!

حسن الجسمي

لدي فكرة تقول بأن هناك مدرباً بإمكانه اختيار ما يريد، وآخر صلاحياته محدودة في كرة القدم، والدليل أن أنشيلوتي خرج من ميلان يوماً ما وهو يشتكي لمن حوله تدخّل غالياني وبيرلسكوني في عمله.

وبالمقابل، مورينيو بعد تحقيقه أول لقب دوري مع تشلسي امتلك النادي والإدارة والمشجعين، وأصبح يطرد ويجلب من يشاء وكأن النادي ناديه!

•مورينيو حصل على ما يريد بطريقة ذكية، أشعرنا جميعاً بأن هناك لاعبين لا مكان لهم في مانشستر.

الفكرة الآن تغيرت مع مورينيو، النادي الذي كان يسمعه ويطيعه تمرد عليه وأقاله، وبعدها وقع مع نادٍ لديه نظام ومبادئ مختلفة عن معظم الأندية التي دربها!

في مانشستر يونايتد النظام الذي بناه فيرغسون منذ أكثر من عقدين من الزمن هو أصعب ما يواجهه مورينيو الآن، فليس هو الآمر الناهي كما تعوّد، فلن يستطيع طرد غير المرغوب فيهم، أو يستغني عن الولد الذهبي روني لأن مستواه في هبوط مستمر، لا يستطيع إجبار الإدارة على الاستغناء عن لاعبين تم جلبهم قبل عام أو عامين بما يزيد على ٣٠ مليون باوند،

ويبدي عدم رغبته فيهم لأنهم لا يتماشون مع نظرياته في كرة القدم، هذا سهل في أي مكان آخر، لكن ليس مع ادارة بقدرات ومبادئ مانشستر يونايتد.

بالإضافة إلى أن عليه أن يعتمد على الشباب مثل ليندغارد ومارسيال وراشفورد على غير عادة مورينيو الذي يعتمد على اللاعب الناضج كما فعل مع إنترميلان على سبيل المثال.

بدأ الموسم بالطريقة نفسها، الاعتماد على فيلايني كمحور وروني في المكان الذي يحبه وبليند في قلب الدفاع، وآخرين، وهو يعلم أن هذه الأسماء والطريقة من الممكن أن يفوز بها، لكن لن يحقق الثبات في الانتصارات، ومن الممكن أيضاً أن يخسر من أي فريق لديه الجرأة في مواجهته، لذلك كانت النتيجة مخيبة في أول شهر مع اليونايتد.

الآن أوصل المسألة إلى مرحلة حرجة وهنا لا أقصد أنه يتعمد الخسارة حتى لا يفهم كلامي بطريقة أخرى، لكنه أبقى النظام الركيك حتى يحصل على ما يريد.

وبعد شد وجذب وانتقادات واجتماعات ظهر أمام ليستر سيتي بقناعاته، اختار قائداً جديداً وأجلس من لا يتماشون مع طريقته ونهجه على الدكة، وكانت النتيجة ٤ أهداف نظيفة في شوط واحد وامام بطل الدوري.

في رأيي أن مورينيو حصل على ما يريد بطريقة ذكية، أشعرنا جميعاً بأن هناك لاعبين لا مكان لهم في مانشستر إن أراد أن يصبح بطلاً، ونجح في الاداء والنتيجه في أول مباراة خالف فيها مبادئ إدارته التي فشل معها رودجرز وفان خال، والتي لا تتوافق مع طريقة وإدارة مورينيو للفريق.

لا أعني بكلامي انه لن يخسر مجدداً لكني موقن بأن مانشستر لن يظهر بنفس العقم والسوء الذي ظهر به في أول شهر مع مورينيو والموسمين الماضيين، وموقن بأن «الذئب لن يهرول عبثاً» وسيحتفل مانشستر يونايتد كما احتفل تشلسي بعد أول لقب سيحصل عليه.

كلمة أخيرة
مورينيو في معركة مبادئ وقناعات، متى ما انتصر فيها بشكل كامل سيحصل على مساحته في العمل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر