5 دقائق

غرباء في الظلام «2»

عبدالله القمزي

نظراً إلى الملاحظات الإيجابية الكثيرة جداً التي وصلتني حول مقال الأسبوع الماضي عن أصناف غرباء الظلام، ومعظمها عن مواقف كثيرة صادفتها في صالات السينما في الدولة، لكن لم أستطع ذكرها نظراً إلى ضيق المساحة، فقررت عمل جزء ثانٍ، وهنا سأكمل من حيث انتهيت.

هناك أشخاص يخيل إليك أنهم لم يشاهدوا أفلاماً كوميدية في حياتهم.

سابعاً، الضاحكون بلا سبب: هناك أشخاص يخيل إليك أنهم لم يشاهدوا أفلاماً كوميدية في حياتهم، فتسمعهم يضحكون على كل نكتة أنت متيقن أنها مستهلكة، بعض هؤلاء يحضر خصيصاً لإطلاق ضحكات حادة على مواقف ليس بها شيء، إنما معتمدة على فكرة تخدش الحياء.

ثامناً، الضاحكون في أفلام الرعب: هذا الصنف يعلم تماماً أنه في فيلم رعب جاد، فتراه يطلق ضحكات بين الحين والآخر في اللحظات التي من المفترض أن تكون مخيفة، لا نعلم إن كانوا خائفين ويحاولون تغطية رعبهم، لكن لا شيء يفسد متعة مشاهدة فيلم رعب مثل هؤلاء.. بالمناسبة هؤلاء لا تجدونهم خارج الدولة.

تاسعاً، النائمون: هذا النوع لا أستطيع أن أجد له تفسيراً، فهم يدخلون الفيلم ليناموا.
أثناء مشاهدتي لفيلم في صيف هذا العام فوجئت برجل يرفع مساند اليد في المقاعد التي بجانبه ويتمدد بالكامل! المفاجأة لم تكن هنا، بل عندما غطى وجهه بالستارة السوداء التي بجانبه، وعندما رن هاتفه أجاب وقال إنه في السينما قبل أن يعود للنوم!

وفي أول هذا العام كنت أشاهد فيلماً في صالة فخمة من النوع الذي يحوي مقاعد جلدية وثيرة، ويتم تزويد الجمهور بوسائد وبطانيات (للاسترخاء والتدفئة وليس للنوم)، ففوجئت بامرأة أوروبية تجلس جنبي تغط في نوم عميق!

عاشراً، المدواخ: في التسعينات كنت أشاهد أشخاصاً يدخنون في صالات السينما سراً، وعندما يتم تنبيههم يطفئون السجائر بسرعة، لكن الذين يدخنون التبغ عن طريق المدواخ فمن الصعب كشفهم لأنها نفخات سريعة قبل أن يطفئوه.

حادي عشر، المعلقون: هؤلاء يعلقون على كل شيء، ربما لإثبات أنهم أذكى من المخرج وغالباً تكون المشاهدة الثانية لهم للفيلم! فتجدهم يخبرون أصدقاءهم بجانبهم القصة ويفسدونها عليك بكشف المفاجآت أو بتكرار كلمة ملل! أو «شو هذا الكذب/‏‏ الخرط» (خصوصاً في أفلام جيمس بوند الشهيرة بمبالغاتها)!

هذه حدثت منذ زمن بعيد، كنت أشاهد فيلماً وخلفي رجل يعلق على كل شيء، إما سلباً أو إيجاباً بكلمات:
«كسّره من الضرب، حلوة زين سويت به، والله قاله ولا استحى»، وعندما نظرت إليه فوجئت أنه يحدث نفسه، إذ لم يكن أي شخص بجانبه، وكانت تلك أغرب حالة صادفتها من هذا الصنف!

ثاني عشر، جمهور أفلام الأطفال: غالباً تتسم عروض أفلام الأطفال بفوضى شديدة وزعيق متواصل، حيث تصبح التجربة أقرب إلى مدينة ملاهٍ حسب وصف زميلة سابقة!

مسك الختام: في تسعينات القرن الماضي كنت أجلس بجانب رجل يتحدث مع صاحبه عن كل شيء لا علاقة له بالفيلم، فنظر إليهما رجل أوروبي جالس أمامنا وقال: هل تأتيان إلى السينما للتحدث أم لمشاهدة الفيلم؟ فأجاب الرجل الجالس بجانبي قائلاً: «يس»، وعاد إلى حديثه! وليتني سألته هل «يس» تعني أنه لم يفهم سؤال الأوروبي أم أنه كان يجيب الشق الأول من السؤال!

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .  

تويتر