5 دقائق

المدارس الخاصة تغش أحياناً

خالد السويدي

يدرس محمد في السنة الأولى بكلية التقنية العليا، لم يضطر إلى دراسة المواد في السنة التأسيسية بعدما اجتازها من خلال امتحان الـ«سيبا»، حيث حصل على درجة 191 في اللغة الإنجليزية ودرجة 170 في مادة الرياضيات، فانتقل إلى دراسة مواد التخصص مباشرة.

هناك ثلاثة أنواع من المدارس الخاصة.

كان يشار إليه في سنوات دراسته التي درسها في إحدى المدارس الخاصة بأنه طالب مهمل، في المرحلة الثانوية كان بالكاد ينجح في مادتي الرياضيات واللغة الانجليزية، وكان يضطر والده إلى دفع نحو 10 آلاف درهم على مدار السنة للدروس الخصوصية، إضافة إلى رسوم الدراسة التي تبلغ نحو 35 ألف درهم.

تولد لدى والده انطباع بأن ابنه فاشل وضعيف في دراسته، اعتقد أن مستواه لن يسمح بقبوله في أي جامعة أو كلية بسبب ضعف لغته الإنجليزية والمواد الأخرى، كان يتعرض الابن للتوبيخ بسبب نتائجه التي ترفع ضغطه وتثير أعصابه دائماً.

عندما تابع والده النتائج التي حققها في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية في كلية التقنية تأكد بوجود خطأ ما، فإما أنه قد قام بالغش في امتحانات قبول الكلية ليحصل على درجات مرتفعة، وإما أن المدرسة كانت تتعمد أن تكون نتائجه متدنية لسبب لا يعرفه أحد.

تقدم محمد بعد ذلك لامتحان الـ«آيلتس» الذي يجد الكثير من الطلبة صعوبات في تجاوزه، فحقق أكثر من المطلوب من أول محاولة، إذاً لم تكن المشكلة من مستوى الطالب بقدر ما كانت توجد مشكلة في المدرسة التي كانت لسنوات تزرع في عقل والده وعقل الطالب نفسه أن مستواه بالكاد يؤهله للنجاح من صف إلى آخر.

للأسف هناك ثلاثة أنواع من المدارس الخاصة: نوع يتعمد رفع درجات الطلبة ليبدو كأن الطلبة الذين يدرسون بها متفوقون، ونوع آخر يعمل على إعطاء درجات منخفضة للطلبة ليستفيد المدرسون من الدروس الخصوصية، ونوع ثالث هو الأفضل بلا شك لأنه يعطي كل طالب ما يستحقه من درجات.

أتمنى أن يكون رأيي خاطئاً، ولكن على ضوء ما أراه وأشاهده وألمسه على أرض الواقع اتضح أنه لا توجد رقابة حقيقية، فالمدارس ترفع الدرجات وتخفض الدرجات على مزاج الإدارة والمدرسين، وأحياناً حسب المستوى الاجتماعي للطالب.. باختصار شديد، عندما يسمع الواحد منا ويقرأ عن الرقابة فليتأكد أنها على الأغلب مجرد حبر على ورق!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر