مزاح.. ورماح

«الـ (أوبرا) في العضل..!!»

عبدالله الشويخ

حسناً..

لنبدأ أولاً بالثقافة الشعبية.. ما الذي نعرفه عن الأوبرا؟ أنا شخصياً يمكنني أن أسرد كل ما كنت أعرفه عن هذا الأمر في فقرة واحدة.. أعرف أن هناك طبقات معينة يملكها البعض، وهم غالباً من أصحاب الأوزان الثقيلة، تستخدم للغناء هناك.. أعرف أن هناك مبنى جميلاً تشتهر به العاصمة الأسترالية، التي يقول المختصون إنها ليست العاصمة أصلاً، أعرف أن في مصر توجد ملحمة موسيقية شهيرة اسمها «أوبرا عايدة».. أعرف صورة مغنٍّ إيطالي شهير للأوبرا، أعتقد أن اسمه كان بافاروتي، كانت له قصة شعر مميزة.. ماذا أيضاً؟ أعرف أن هناك مقدمة برامج شهيرة، وبرنامج تصفح للإنترنت شبه شهير، يحملان الاسم ذاته.. هذا كل شيء! ودمتم..

لهذا فقد كان من المُحرج أن أجيب دعوة صديقي للحفل الذي دعاني لحضوره في أوبرا دبي الجديدة، من دون أن أتزود ببعض المعلومات خوفاً من السقوط في الحرج والتصفيق لدى صمت الناس.. وهو الموقف الذي أخشاه منذ طفولتي، وأعتقد أنه ترسبات عقدة ما.. منذ تصفيقي طفلاً بعد سماع أول خطبة جمعة سُمح لي بحضورها..

هناك الكثير من الأمور اللطيفة التي يمكننا أن نعلمها عن الأوبرا؛ فأولاً «عايدة» ليست الأميرة المصرية المعروفة، ومنها الأوبرا أصلاً هي أحد روافد الفن المسرحي الذي تطور من أداء الصلوات الدينية في المعابد والكنائس، وإن مسمى الأوبرا كان مرتبطاً بهذا الفن الغنائي ولا علاقة له «بالمكان» الذي تقام فيه هذه الفنون، ومع تطور الفن وانتشاره اقتربت الآية من الانعكاس، فطغت «دور الأوبرا» التي يقام فيها مختلف الفعاليات على شهرة الفن ذاته وأسلوب أدائه.. وقد اشتهرت الأصوات الرجالية في العصور القديمة لأسلوب الغناء الأوبرالي أكثر من تلك النسائية، لأنه كان يحرم على النساء الغناء في داخل دور العبادة، وقد كان يؤتى ببعض الصبية في أحيان كثيرة لكي يدعمون طبقات صوت قريبة من الأصوات النسائية.. هذا بالطبع في أوروبا وليس في تسجيلات الفتح..

في دبي.. في الحفل.. كان كل شيء مذهلاً ومتقناً كالعادة.. لم أفهم لماذا كان الجميع متأنقين بدرجات استثنائية.. ولكن كان من الواضح أن المشروع برمته يشكل إضافة سياحية وثقافية مختلفة للمشهد الثقافي.. صحيح أنني لم أفهم كلمة واحدة مما قيل في الأوبرا، وأظنها كانت بالإيطالية لأنني سمعت كلمة تشبه سباغيتي في الأداء، ولكن سيكون من الجميل أن يتم إنتاج مسرحيات أوبرالية (بالألف وليست باللام) تحمل ملاحمنا التاريخية والتراثية وما أكثرها للعالم..

حين عدت إلى المنزل سألتني أمي: أين كنت؟ في الأوبرا يا أمي! استغفر الله.. الله يهديكم!

أعتقد أن هذه هي المشكلة الحقيقية التي علينا البدء بتغييرها!

#عبد الله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر