مزاح.. ورماح

«... فليرجمني بهاتف نقّال..!»

عبدالله الشويخ

«جزاك الله خيراً أخي الكريم.. إذاً موعدنا بعد صلاة المغرب.. سأفطر وآتيك مباشرة..» أضغط إرسال.. ثم أسمع رنين البرنامج المميز، وأنتقل من الدردشة مع (أخي الكريم) إلى الدردشة مع الشلة: «لا حد ينسى المعسل يا شباب.. هاتوا تفاح .. نفس العزبة».. إرسال مرة أخرى.. ثم أعود إلى جروب العائلة، بعد أن تذكرت أمراً مهماً: «توفيت الخالة صفية اليوم، اطلبوا لها الرحمة والمغفرة».

هناك الكثير من الآي والأخ والحرام ورحمها الله، وشبه إجماع على توحيد صورتها الوحيدة الموجودة على بطاقتها الشخصية التي تشير إلى يوم مولدها كنصف أبناء الأمة في اليوم السحري 1/‏‏‏‏7.. هناك من لا يحب أعياد الميلاد!.. فيجعلها في أفضل الأجواء!

أعود على جروب استثمار لأقول رداً على توضيح مالي من أحد الشركاء: «ماتت النسرة.. فلان يمكنك إنهاء بيع المزرعة!».

في جروب شرجاوي للأبد.. وضع أحدهم خبراً عن قيام النادي بشراء مجموعة من اللاعبين.. أكتب بحماسة: «لا يوجد أي مبرر لنا للتغيّب عن أية مباراة هذا الموسم.. نحتاج لوساطة حقيقية من الأعيان لإعادة رئيس رابطة المشجعين». يرسل لي أحدهم سؤالاً عن المباريات التي ستقام في العاصمة، فأذكّره بأنني «لا أحب ضرب الخطوط.. البواسير كما تعلم!».

أعود بعد قليل لجروب عشاق الجنان لأجد موضوعاً منقولاً عن كتاب بروتوكولات حكماء صهيون.. أعلق على الموضوع: «.. وبالطبع فإن كرة القدم هي أحد أخطر الأسلحة الصهيونية التي ابتلينا بها، وتجعل شبابنا في إدمان دائم على هذه اللعبة التي تبعدهم عن صناعة الحياة...».

أشعر بأن الدردشة قد أخذت الكثير من وقتي، أغلق البرنامج وأذهب إلى مكتبي لكتابة مقالة الغد للصحيفة.. أفتح ملفاً جديداً وأبدأ الكتابة..

«.. ومما لا شك فيه أن أسوأ ما نواجهه على الصعيد الاجتماعي هم أولئك المنافقون المتلوّنون الذين يبدّلون وجوههم بضغطة زر. إنها ظاهرة مخيفة.. إنهم يتكاثرون كالفئران... إنهم الطاعون..».

#عبد الله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر