أبواب

أنا مع هيفا

أحمد حسن الزعبي

ألا يكفي أن الدول العربية تقف على الحياد في أزمات الدول الشقيقة في ما بينها، ما أجج الصراعات وفاقم النزاعات وقطع العلاقات؟ ومن هذا المنطلق، ولأن الفطين من اتعظ بغيره، فقد قررت ألا أكون رمادياً في الأزمة المندلعة، وألا أقف على الحياد أو أدعو إلى التهدئة أو الجلوس إلى طاولة المفاوضات، على العكس فقد قررت أن أقول كلمتي ولا أخشى لومة لائم؛ لأن الوقوف إلى صفّ هيفاء وهبي في معركتها ضد أختها رولا هو مسألة مصيرية.. فكليب «..أنا رولا»، كما ذكرت هيفاء يضر بها وبسمعتها الطيبة ويسبب لها الإحراج، ويشوه مسيرتها الفنية إذا ما تم ربطه باسمها.. نعم، وهذا صحيح وعين الصواب، فقد انحدرت رولا إلى الدرك الأسفل من الإسفاف.. ولم تراع مسيرة هيفاء الفنية ولا رسالتها الخالدة في الفن.. ثم كيف تتجرأ وتقوم بهذا «الكليب» المشين، كيف لم تؤثر فيها طوال السنوات الماضية «كليبات» هيفا الوقورة الملتزمة المحتشمة الأصيلة.. ألا تذكرين يا رولا.. الطرب الأصيل، ألا تذكرين رائعة «بوس الواوا»؟؟ ألم تتمعّني يوماً في مغزى الكلمات وبلاغة المعنى وعمق الإحساس لدى الشاعر.. تعالي نتذكر سوية علك تتوبين وتعودين إلى رشدك يا رولا.. «اسمعي ماذا تقول الأغنية: ليكي الواوا.. بوس الواوا.. خلي الواوا يصح.. لما بست الواوا.. شفته صار الواوا بح.. بقربك خليني، غمرني ودفيني.. أنا من دونك أنا بردانة أحّ».. أسالك بالله هل هناك أجمل من هذه الصور الشعرية الرائعة؟؟ ألم تتمعّني في الشطر الأخير من قصيدة «الواوا»، عندما تقول له: أنا من دونك أنا بردانة أحّ.. وكيف تتألق التورية، بأن الحبيب مثل المعطف في الشتاء.. عندما يخلعه حتماً سيشعر بالبرد وسوف ينطق العقل الباطن ويقول «أحّ» ألم تشاهدي تفاصيل كليب الواوا يا رولا؟؟

• «قررت ألا أكون رمادياً في الأزمة المندلعة وألا أقف على الحياد أو أدعو إلى التهدئة أو الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وسأقول كلمتي ولا أخشى لومة لائم».

حتى الجوارب المخططة تلبسها هيفا في هذا الكليب وهو دليل الاحتشام.. صحيح أنها تلبس جوارب فقط.. والفراغ اللحمي يستمر حتى نهايات نهايات نهايات الفخذ.. لكن على الأقل لم تعرِّ أقدامها للجمهور وهذا المهم.. شاهدي كليب هيفا: «بتنفسك» منتهى الحشمة ومنتهى الاتزان.. صحيح أن بطل الكليب و«كأنه خارج للتو من صورة أشعة» ولا قطعة ملابس تستره لكن هي لم تفعل ذلك.

أرجو أن تعيدي حساباتك يا رولا، فليس التعري ولا الإسفاف ولا الإغراء الطريق الوحيد للنجاح.. وإنما الكلمة الصادقة واللحن الأصيل.. الفن الملتزم لازم «يعيش» يا رولا «يموت»!!.. ولك في هيفا عبرة.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر