أبواب

«ري ستارت»..

أحمد حسن الزعبي

عندما يتعرض جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المتحرك لـ«تعليقة» أو بطء في الاستجابة للأوامر، فإنك تضطر إلى عمل «إعادة تشغيل» أو «ري ستارت»!

• المدارس بمثابة «ري ستارت» لكل مفاصل الحياة، فبعد أن كنا ننعم بساعة نوم إضافية طوال الشهرين الماضيين، سنعود للصحوة الماكرة، وسباق الزمن مع جرس المدرسة.

المدارس بمثابة «ري ستارت» لكل مفاصل الحياة، فبعد أن كنا ننعم بساعة نوم إضافية طوال الشهرين الماضيين، سنعود للصحوة الماكرة، وسباق الزمن مع جرس المدرسة، والإجابة عن الأسئلة نفسها التي تتوارثها الأجيال، جيلاً بعد جيل، في الفطرة الكارهة لـ«نور العلم»: «وين جراباتي»؟ «وين مقلمتي»؟ «وين مصروفي»؟ «بطني بوجعني.. أعطل»؟ ألخ من عبارات «المنّة» و«تحميل الجمائل»! ناهيك عن عمليات الإنقاذ الجماعي التي يقوم بها الوالدان من الصالون إلى الحمام وبالعكس، حتى تطير غربان النعاس الثقيل من جفون الصغار وينتصبوا بنجاح على سيقانهم.

بالمناسبة، الأولاد يذكرونني بالجيوش العربية، تجهيزات عالية ونتائج متواضعة، ففي الأيام الأولى من بدء المدرسة نضطر لشراء عشرات الدفاتر بمختلف السماكات، وعشرات الأقلام المقاتلة، و«حاملة السندوتشات» العملاقة، ولفافات التجليد 16 متراً (m16) من التجليد الشفاف، وأحدث ترسانة من أقلام التلوين، ومع ذلك نتائجهم في نهاية السنة قريبة من معدلات درجات الحرارة في مثل هذا الوقت من السنة.

الدولة كلها تصحو على جرس التنبيه المدرسي، مع بدء الـ«ري ستارت» الشوارع تمتلئ بالباصات الصفراء، النعاس يترامى خلف زجاج الحافلات، الأناشيد الصباحية تتعالى من المدارس القريبة، دعاء الاستفتاح الذي يقرأه طلاب الـ«كي جي 2» في الطريق إلى المدرسة، المطاعم الشعبية تفتح أبوابها قبل المعتاد، تعديل موعد قراءة الجريدة وإعداد فنجان القهوة في العمل، ساعات الذروة الجديدة في الشوارع الرئيسة، البحث عن طرق بديلة غير مألوفة لبقية العالقين في الأزمة، ازدحام محال الخياطين الذين يعملون تصليحات عابرة للبناطيل والمراييل المدرسية، وأخيراً الإشارة الضوئية التي تجري عليها معالجة أعقد المعادلات الرياضية في محاولة لموازنة بين مصروفات المدارس وعيد الأضحى والراتب المتأرجح بين هاويتين.

سبتمبر «أيلول» والمدارس، صحيح أنهما يقومان بعمل restart للحياة بعد «نيام شهرين متتاليين»، لكنهما يعملان «shutdown» وتنظيفاً لجميع الجيوب، حتى الجيوب الأنفية!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر