أبواب

نجح «لاري» وفشل كاميرون..

أحمد حسن الزعبي

لحظة التقصير التي شعر بها رئيس الوزراء البريطاني المستقيل، ديفيد كاميرون، بأنه لا يصلح أن يكون رئيساً للوزراء في المرحلة المقبلة، لم تخطر على بال «لاري» على الإطلاق، ولم يشعر بالتقصير الذي يستوجب القفز عن سور المبنى، والعودة إلى حياته الطبيعية في الحواري وبين محال بيع اللحوم، وربما بين الحاويات إذا ضاق به الأمر وتعسّرت الحالة المعيشية.

أنا أتكلم عن سيادة كبير مطاردي الفئران، السيد القطّ «لاري»، الذي التحق بالخدمة العامة عام 2011، ودخل مبنى «10 داوننغ ستريت» في العام نفسه، وبلقب رسمي «كبير مطاردي الفئران»، الذي عهد إليه تنظيف المكان من أي فأر يحاول التسلل إلى مكان إقامة رئيس الحكومة، أو يحاول الدخول إلى غرف الضيوف أو المرور أمام اللقاءات الثنائية.

• في الوقت الذي كان ديفيد كاميرون يلملم أوراقه وملابسه وأغطية فراشه ومقتنياته الشخصية من أدراج مكتبه في مكان إقامته، كان القط «لاري» يأخذ حماماً شمسياً

ففي الوقت الذي كان ديفيد كاميرون يلملم أوراقه وملابسه وأغطية فراشه ومقتنياته الشخصية من أدراج مكتبه في مكان إقامته، كان القط «لاري» يأخذ حماماً شمسياً، ويتقلب على الأرض مرتاح الضمير، ثم يتثاءب استعداداً لغفوة قانونية أثناء دخول وخروج «تيريزا وكاميرون»، ولسان حاله يقول: هذا مصير من لم ينجح في قنص خصومه.. الرحيل، بل الرحيل المستعجل من المكان.

السياسة مهما تعقّدت تبقى لعبة «القط والفأر»، المهارة في التملّص، والمراوغة بمواجهة القنص والضربة القاضية، هذان المتضادان في صراع البقاء السياسي، ويعتمد طول وقصر أمد الخصومة على زمان ومكان وظروف المواجهة، هذه العوامل الثلاثة هي من تحدد الفائز من الخاسر في الجولة.

وعودة إلى «لاري»، القط الرئاسي الذي يقطن بيت الرئيس بمواصفات لا تقل عن الرئيس نفسه، فقد سجّلت كاميرا الـ«بي بي سي» لقطات مدهشة لمصلحة «كبير مطاردي الفئران»، أثبتت فيها مدى الشجاعة وقوة الشخصية والجرأة التي يتمتع بها «لاري» في مواجهة خصومه، حيث انتصر في معركة شرسة مع قط «وزارة الخارجية»، بينما وثّقت الـ«ديلي تلغراف» لقطة أخرى تثبت شجاعته وانتصاره في معركة لاحقة مع قط «وزارة المالية». جدير بالذكر أن هذه المعارك قد لا يكون سعى إليها في استعراض بطولي، بقدر ما فرضت عليه، لذا وجب أن يكون مستعداً لإقصاء الخصوم والظفر في الجولة، كشرط أساسي للبقاء في سلطة البيت، أو بيت السلطة.

وهذا ما لم يتقنه أو ينجح فيه زميله «كاميرون»!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر