5 دقائق

التعلم يصنع الفارق

الدكتور علاء جراد

عندما يلاحظ القادة حاجتهم وحاجة مؤسساتهم للتعلم تبدأ شرارة التطوير، فالتطوير لا يحدث إلا إذا كانت هناك قناعة بالحاجة للتغيير والتحسين، ودون أن يؤمن القادة في أي مؤسسة بأن هناك حاجة للتغيير فلن يحدث تغيير، فكما قال دكتور سبنسر جونسون «عندما نغير ما نعتقده سنغير ما نفعله»، فإذا كان الإنسان مقتنعاً بأنه الأفضل، ولا يحتاج للتطوير، فالنتيجة أنه لن يحدث أي تطوير، في حين سيتطور الآخرون ويتخطونه، أما إذا اقتنع بأن هناك دائماً مجالاً للتحسين والتطوير فسيكون هناك دائماً الجديد.

• التعلم يحتاج إلى التواضع في المقام الأول، ولن يحدث تعلم دون أن يقر الإنسان أو المؤسسة بأن هناك فرصاً للتحسين.

إن طرق التعلم متعددة، وتختلف باختلاف السياق أو المستوى الذي يحدث فيه، فمستويات التعلم تشمل التعلم الفردي، التعلم الجماعي، التعلم المؤسسي، والتعلم الحكومي، وفي جميع المستويات فإن محور التعلم هو الفرد، لأن الفرد هو الذي يستوعب التعلم، ثم يقوم بدوره بنقله إلى المحيطين به، أو الاحتفاظ به وعدم تمريره، وفي إطار الفريق فالأفراد يتعلمون، ثم ينقلون خبراتهم إلى بقية أعضاء الفريق، ويحدث الشيء نفس بالنسبة للمؤسسات، فقد يأتي تعلم المؤسسات من الفرد أو من الجماعة أو من كليهما، أما التعلم الحكومي فله شقان، الشق الأول وهو الحصيلة الإجمالية لتعلم المؤسسات الحكومية، والشق الثاني هو التعلم الذي يحدث على المستوى المركزي للحكومة، والذي يرتبط دائماً بوجود سياسات تسمح باستكشاف التجارب الجديدة، والاطلاع على التقنيات المتطورة، وهنا لابد من تشجيع الأفراد والمؤسسات على التعلم وتخصيص الموارد لذلك.

إن التعلم يحتاج إلى التواضع في المقام الأول، ولن يحدث تعلم دون أن يقر الإنسان أو المؤسسة بأن هناك فرصاً للتحسين، وبأن التعلم يمكن أن يُحدث الفارق في مستوى الأداء وصولاً إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية. وقد يكون التعلم موضوعاً شائكاً، لكن ممارسته سهلة، وفي أيدينا جميعاً، فالتعلم على المستوى الفردي يبدأ بالرغبة في المعرفة، والرغبة الجادة في الوصول إلى إجابات الأسئلة التي تحيرنا، ويتبع ذلك البحث والتحري، ومحاولة الوصول إلى الحقيقة، يتساوى في ذلك الأفراد والمؤسسات والحكومات. والتعلم مرتبط أيضاً بالقراءة، وهي أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها.

وهناك العديد من المبادرات الاستراتيجية بدولة الإمارات وبعض الدول العربية للحث على القراءة، وجعلها مكوناً أساسياً في حياتنا اليومية، لكن لابد أن نأخذ خطوة في هذا الاتجاه، أي أن نبدأ بالقراءة والاطلاع، وربط ما نقرأه بحياتنا اليومية، وأيضاً القراءة في مجال عملنا وتخصصنا، حتى نقف على الجديد، فقد نجد في القراءة العديد من الحلول لما نواجه من مشكلات، فالقراءة مثل آلة الزمن التي تنقلنا إلى كل الأماكن وكل العصور لنتعلم منها.

Garad@alaagarad.com

@Alaa_Garad

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر