كرة قلم

أسبوع غريب

حسن الجسمي

مرَّ علينا أسبوع أوله نهائي، وآخره سيكون نهائياً.. تداخلت في التوقيت والاهتمام والوقائع، إليكم بعض ما رأيت: في كأس الإمارات الاتحاد الإنجليزي، شعرنا بالفخر كثيراً بأن أعرق بطولة وأم البطولات بمسمى شركة إماراتية لها من الحضور التسويقي الأهم في العالم.

تعبنا ونحن نمتدح يوفنتوس.

وقد فاز مانشستر يونايتد على فريق الن باردو، الذي رقص أمام الكاميرا كالصبيان، ورغم أنه أسوأ موسم لمانشستر منذ ربع قرن، إلا أنه حقق الكأس، أحياناً البطولات تصافح الفرق العريقة، لأن بينها ودّاً لا أكثر.

الطريف أن بعدها بيومين فان خال الذي حمل الكأس تمت إقالته، بعد أن أقاله الإعلام الإنجليزي 82 مرة خلال موسمين لينتهي المشهد، بعنوان «المرة 83 ثابتة»!

في إيطاليا لا جديد سوى أن السيدة العجوز تزداد جمالاً كل يوم، وتأكل الأخضر واليابس والفرق والبطولات، تعبنا ونحن نمتدح يوفنتوس ونبارك لمحبيه، وتعبنا أيضاً من قول متى سيعود ميلان؟!

في يوم من الأيام كان برلسكوني يملك 300 شركة، ومعها ميلان، كان يقضي طوال اليوم بين شركاته ليأتي في المساء ليشاهد نجومه يفوزون ويصنعون المجد، الآن رئيس ميلان لا يملك سوى الماضي، وإقالة المدربين واجتماعات أسبوعية لبيع حصص رأسماله الوحيد وهو النادي، «الكورة دوارة والزمن دوار»، وسيعود ميلان أفضل مما كان يوماً، لكن اذا انشغل برلسكوني بشيء آخر غير «ميلان»!

في إسبانيا برشلونة حقق ثنائية محلية للعام الثاني على التوالي، وحقق مدربه الذي لم يكن يتقبله أحد في بداياته، سبعاً من اصل تسع بطولات متاحة في عامين، الغريب انه عندما يخسر الفريق يلومون المدرب، واذا حقق البطولات أشادوا باللاعبين، أحياناً هناك منطق غريب في كرة القدم يظلم بعض المدربين كثيراً مهما كانت إمكاناتهم.

إشبيلية أهدر فرصة بطولة ثانية في أربعة أيام، فليس كل يوم يطرد ماسكيرانو ويصاب سواريز، لكن ايمري رغم إعجابي به لم يكن مغامراً، لم يستغل هذا النقص ويثأر من رفاق ميسي، وعلى ذكر ميسي، فهو كان بمثابة الملك، فاستحق ان نطلق على اللقب «كأس الملك ميسي»، وبعد ان كان «برغوثاً» أصبح مؤثراً بتمريراته، كما كان بأهدافه سابقاً، أما انيستا فقد أشعرنا بأن كرة قدم.. على هيئة لاعب!

في ألمانيا وفرنسا لا جديد، بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان يهيمنان على كل شيء، البطولات واللاعبين والأرقام، والحدث الأبرز رحيل السلطان إبراهيموفيتش، وهو هداف تاريخي لباريس ومحققاً 11 لقباً، فقد قال «إبرا» قبل التوقيع إنني لا أعرف أي لاعب في الدوري الفرنسي، لكنني أعلم أن جميعهم يعرفونني جيداً، وعندما أرحل سيتذكرونني طويلاً! صدق المغرور!

أما عن رحيل غوارديولا بالدموع رغم فوزه بالكأس، فالحدث كان مؤثراً وغريباً نوعاً ما، أعتقد انه بكى، لأنه يدرك أنهم في ألمانيا يرون أنك إن لم تحقق دوري الأبطال مع البايرن، فأنت لم تفعل شيئاً!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر