5 دقائق

الخلطة الجديدة لاتحاد كرة القدم

خالد السويدي

انفض السامر، فاز من فاز وخسر من خسر، مفاجآت لم تخطر على بال قد حدثت في انتخابات اتحاد كرة القدم الإماراتي، ونتائج لم يكن لأي متمرس أن يتوقعها، أذهلت جميع الأطراف على حد سواء، وخرجت في النهاية خلطة من أعضاء اتحاد كرة القدم غير متجانسة.

اللهم لا اعتراض، طالما قبلنا بالعملية الانتخابية الديمقراطية، وُضعت القوانين واللوائح لتنظيمها اعتقاداً أنها الطريقة المثلى وتعطي الجميع حق الاختيار، مع أنها واقعياً وفي أحوال كثيرة قد لا تؤدي إلى وصول الأجدر واختيار الأمثل، بل لنعترف ونواجه الحقيقة أنها تكون أحياناً انعكاساً لتربيطات لا يمكن معها التنبؤ بالنتائج.

اتحاد كرة القدم ليس بقالة صغيرة ولا دكاناً في قرية نائية.

ولك أن تتخيل، بل ليس تخيلاً، إنما حقيقة أن 12 نادياً من إجمالي 34 نادياً كان لها حق التصويت وتقرير مصير الأعضاء، مع أنها لا تشارك على مستوى دوري المحترفين والهواة، ثم تحدث المفاجأة بأن يصل عدد من مرشحي هذه الأندية إلى إدارة الاتحاد دون أن يحلموا يوماً بذلك.

ستكون أربع سنوات قادمة تحت قيادة رئيس جديد، هو شخصية طموحة، يسعى للنجاح رغم كثرة المناصب والمشاغل والتكليفات، سيرافقه في هذا التحدي عدد من الأعضاء الذين نعرف بعضاً منهم، ولا نعرف أي شيء عن عدد منهم، لا نعلم هل هم خبراء مارسوا لعبة كرة القدم في يوم ما، أم اكتفوا بمتابعتها دون أن يعرفوا أبسط قوانين ولوائح اللعبة.
سيتضح، عاجلاً أو آجلاً، هل الذين عجزوا عن إدارة أنديتهم الصغيرة التي لا يوجد بها سوى لعبة أو لعبتين سيكونون قادرين على المساهمة الإيجابية في إدارة دفة أكبر وأهم اتحاد رياضي في الدولة أم لا؟ وستكشف لنا الأيام ما الذي سيقدمه الأعضاء الذين كانوا دائماً يشتكون وتتوالى صرخاتهم لإنقاذ لعبة كرة القدم في أنديتهم، فماتت اللعبة دون أن يفعلوا شيئاً ملموساً لإنقاذها!
اتحاد كرة القدم ليس بقالة صغيرة ولا دكاناً في قرية نائية، بل واجهة كبيرة للدولة في المحافل الدولية الرياضية، تنفق الدولة مئات الملايين على كرة القدم، وتدعم الاتحاد واللعبة واللاعبين، لأنها اللعبة الأشهر والأهم على مستوى العالم.

نتمنى النجاح لاتحاد كرة القدم في الاستحقاقات القادمة والتحديات الجديدة، وكلنا أمل في أن يعمل الجميع على قلب رجل واحد لتحقيق الأهم في الوصول إلى كأس العالم، والفوز ببطولة كأس آسيا، بعيداً عن حب الظهور والتصوير والمصالح الخاصة والسفرات المجانية!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر