كل يوم

الإرهاب واحد.. والإرهابيون متشابهون

سامي الريامي

قتل الأبرياء، ونحرهم في وضح النهار، وتفجير الأبرياء العُزَّل، أعمال إرهابية، لا يمكن تسميتها بمسمى آخر، كما لا يمكن تعريف من يقوم بذلك إلا بالإرهابي، مهما كان شكله أو ديانته أو مذهبه أو جنسيته، فالإرهاب واحد لا يمكن تفصيله أو إلصاقه بمجموعة، وإبعاده عن مجموعة أخرى تُمارس الفعل ذاته!

من هُنَا لا يمكن التفريق أبداً بين تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» التي تعتبر فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، وبين جماعات تدعمها إيران في سورية والعراق، كلاهما يمارسان الفعل نفسه، وكلاهما يمارسان أعمالاً إرهابية في حق الأطفال والنساء والمدنيين والأبرياء، لذا فكلاهما يجب أن يصنفهما العالم كإرهابيين حقيقيين.

إذا كان العالم يريد القضاء على «داعش» و«النصرة» بوصفهما متشددين إرهابيين، فالوصف ذاته ينطبق على تلك الجماعات المدعومة من إيران، مثل كتائب «أبوالفضل العباس»، و«جماعة بدر» و«الحشد الشعبي» و«حزب الله»، فهي تفعل ما يفعله الدواعش بأبناء الشعبين العراقي والسوري!

• إذا كان العالم يريد القضاء على «داعش» و«النصرة» بوصفهما متشددين إرهابيين، فالوصف ذاته ينطبق على تلك الجماعات المدعومة من إيران.

وفقاً لمراقبين دوليين، فإن ميليشيات «الحشد الشعبي» لا يختلف أداؤها عن أداء تنظيم «داعش»، فهم ينحرون الرجال، ويسحلون الجثث في الشوارع، ويحرقون المنازل والمحال التجارية، بل إنهم يعدمون الأطفال رمياً بالرصاص، ويقتلون الشيوخ والنساء، ويهدمون المنازل، وأشرس فصائل الحشد الشعبي هي كتائب «حزب الله العراق» التابعة مباشرة لإيران، فهي تحظى بدعم مباشر منها، فضلاً عن الغطاء السياسي من الحكومة، والبُعد العشائري والمذهبي البغيض، الذي يحرك أسوأ أنواع الحقد فيهم.

هذه الصبغة المذهبية الطائفية، أسهمت في بلورة تحركاتهم على الأرض، التي لم تقتصر على محاربة «داعش»، بل امتدت لتصفية واستهداف المواطنين السُّنة دون تمييز، لترتقي أفعالهم إلى جرائم حرب وإرهاب حقيقي، وهذا ما أكده العديد من تقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية.

نحن جميعاً ضد الإرهاب، وضد مرتكبي الأفعال الإرهابية، فهم جميعهم مجرمون، بغض النظر عن مذهبهم أو طائفتهم، فالإرهاب لا دين له ولا طائفة أو مذهب، هو سلوك إجرامي بعيد عن جميع الديانات، والإرهاب هو الإرهاب، أياً كان دينه ومذهبه.

لذا لابد أن يعي المجتمع الدولي أن جميع الجماعات الإرهابية، عاثت فساداً في العراق وسورية، سواء كانت تلك الجماعات دواعش ومتطرفين، أو كانت حشداً شعبياً و«حزب الله»، هم وغيرهم سواسية، الأفعال واحدة، ولا علاقة لها بالمذهب أو الدين، وإن كان المجتمع الدولي يريد القضاء على الاٍرهاب، فالحرب يجب أن تكون شاملة ضد جميع الجماعات الإرهابية في سورية والعراق دون تمييز.

والإمارات موقفها واضح وضوح الشمس في مواجهة الإرهاب، أياً كان مصدره ومنبعه، فهي دولة سلام وأمن، وهي ضد جميع المتطرفين والإرهابيين، لا تفرق بينهم أبداً، وهي تدعو المجتمع الدولي بشكل مستمر إلى مواجهة الإرهاب، على أسس متساوية وعدم التفريق بين إرهاب «داعش» وإرهاب «جيش المهدي» وغيره، فهذه الجماعات الإرهابية في سورية والعراق وفي كل مكان، هدفها تدمير الأوطان، وإثارة الفتن والقلاقل، من أجل مصالح ضيقة، والواقع شاهد على ذلك، والأمر واضح لكل ذي عقل لا يحتاج إلى مزيد من البراهين والأدلة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر