كل يوم

لا غرابة في محاربة «تُجار الدين»!

سامي الريامي

لا غرابة في أن تحارب الإمارات الإرهاب، وتتعاون مع دول العالم في مكافحته والقضاء عليه، وتجتث جذوره، وتحكم بالإعدام على صُنّاع الموت، بل الغرابة في ألا تفعل ذلك، فالإمارات دولة حضارية، متطورة، متسارعة النمو، لا تقبل أبداً بالفكر الرجعي، المتشدد، الذي يسعى إلى نشر العنف والقتل، ويكرّس الكراهية بين الشعوب، ليقضي على كل معاني الإنسانية.

الإمارات واحدة من أكثر دول العالم حداثة، ودولة نموذج، يتمنى كثير من دول العالم أن يحذو حذوها، ويتمنى ملايين البشر العيش فيها، لأنها تُجيد فن التعامل مع البشر، كونهم بشراً، وتُعامل الإنسان، باعتباره إنساناً، وتُقدس العمل والبناء، وتكره الدمار والهدم، ولاشك في أن تدمير المخ البشري هو أشدّ أنواع الدمار فتكاً بالبشرية، وهذا ما يجيده المتطرفون والمتشدّدون، وتمقُته الحضارة والمدنية.

الإمارات دولة إسلامية، تعرف أن الإسلام دين بناء لا دين هدم، ودين حياة لا دين قتل، ودين رحمة لا دين عنف، ودين تسامح لا دين كراهية، وتؤمن أن المتطرفين والمتشددين خطفوا الدين الإسلامي، وشوّهوا صورته، وألحقوا به أذى شديداً، لم يستطع أي من أعداء الإسلام أن يلحقه به، على مر العصور، وعبر التاريخ، لذا فإن من واجب بقية المسلمين أن ينقذوا دينهم ممن خطفوه وشوّهوه، وأن يعيدوا له مكانته، وسمعته، ويعيدوا للمسلمين المعتدلين كرامتهم التي انتهكت بسبب هؤلاء.

• الإمارات دولة حضارية، متطورة، متسارعة النمو، لا تقبل أبداً بالفكر الرجعي، المتشدد، الذي يسعى إلى نشر العنف والقتل، ويكرّس الكراهية بين الشعوب.

الإسلام مخطوف ليس فقط من «داعش» و«القاعدة»، بل هو مخطوف من جميع المتشددين، والمتطرفين، وتُجار الدين، الذين احترفوا هذه المهنة، فهم يبيعون ويشترون باسم الدين، يبيعون ذممهم، ويبيعون أرواح الشباب، وصغار السنّ، ويغرّرون بهم، ليشتروا مقابل ذلك حياة الرخاء والرفاهية لهم ولأبنائهم!

يعيشون رغد العيش، وحياة الفخامة في أجمل البيوت، ويركبون أفضل أنواع السيارات، ويعيش أبناؤهم كما يعيش أبناء التُجار الكبار، في نعيم وبذخ، يدرسون في أفضل الجامعات الغربية، لا فرق بينهم، فهم أيضاً أبناء تجار، لكن تجار دين وكلام!

هؤلاء هم من حرضوا الشعوب، ودمّروا بلاد المسلمين، وغرّروا بالشباب، ودفعوهم إلى الموت، ونشروا الكراهية والعنف، رموا الشباب زوراً وبُهتاناً في حروب وقتل وتفجيرات انتحارية، بحجة الجهاد، وفي نهاية اليوم يجلسون هم مع أبنائهم في قصورهم وحدائقهم، يتناولون أفضل الطعام من أيدي الخدم والحشم!

لن ترضى الإمارات بمثل هذه النماذج، ولن تقبل بوجود متاجرين من هذا النوع، وستعمل بشتى الطرق لمكافحة فكرهم الضال، وحماية شبابها ورجالها من تأثير فكرهم المنحرف، فهؤلاء ضد الدولة، وضد الإنسانية، وضد البشرية، بشكل عام، وضد حضارة الإمارات ونموها، ورقيها الفكري، وضد أي تجانس أو تسامح.

لذلك، فلا مجال للعودة إلى الوراء، ولا مجال لإعطاء أي فرصة لكائن من كان، ليقف أمام تطورنا، وأمام مكانتنا العالمية، التي بناها قادتنا بجد وجهد وإخلاص وتعب ومشقة، لا مجال للمزايدة علينا باسم الدين، فالإمارات هي النموذج المتفرد لنشر المحبة، وتقبّل الآخر، وهي مثال للتعايش السلمي الإنساني بين الشعوب كافة، ومختلف المذاهب والديانات، كل ذلك لأنها نقلت رسالة الإسلام الحقيقية المعتدلة القائمة على هذه المبادئ، مبادئ الحق والعدالة والتعايش بأخلاق مع الجميع.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر