كل يوم

ليس مجرد استعراض لحرس الشرف!

سامي الريامي

الهند دولة مؤسسات، لا تعتمد على أشخاص يأتون إلى السلطة ويرحلون عنها، وخلال ذلك يُغيّرون ويبدلون في السياسات والعلاقات، هي دولة عريقة مستقرة في سياساتها الخارجية، وعلاقاتها التاريخية، ولذلك فالعلاقات الإماراتية ــ الهندية متميزة، قائمة على الاحترام المتبادل، والتقدير المتبادل أيضاً، لكل ما قدمته وتقدمه الإمارات إلى الهند منذ سنوات طويلة، ولطبيعة العلاقة التاريخية التي تربطنا بالهند منذ سنوات طويلة جداً.

الاستقبال غير التقليدي، الذي حظي به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عند سلم الطائرة، لدى وصوله إلى العاصمة الهندية نيودلهي، له دلالات كثيرة، فالأحضان التي كسرت البروتوكول من رئيس الوزراء الهندي، والترحيب الحار يعكسان عُمق العلاقات الإماراتية ــ الهندية، ويعكسان المكانة العالية التي يحظى بها محمد بن زايد، بصفته الشخصية بين قادة دول العالم، بفضل نقائه وطيبته ونبل أخلاقه، ومكانة دولة الإمارات التي يُمثلها سموه في زياراته الرسمية.

• تاريخ طويل يربطنا بالهند، ممتد عبر مئات السنين، قبل اكتشاف النفط بوقت طويل، تبادلنا التجارة معها منذ سنوات طويلة، اعتمدنا عليها في أشياء كثيرة، ونتبادل معها التجارة بمبالغ تصل إلى 60 مليار دولار.

زيارة محمد بن زايد إلى الهند، لم تكن عادية، فجميع مؤشراتها إيجابية للغاية، وجميع تفاصيلها تعكس حجم الروابط التاريخية والثقافية، قبل التجارية والاقتصادية، التي تربطنا بالهند، هذه الدولة العريقة، المُبهرة، التي تصعد بقوة لتكون من ضمن القوى الفاعلة في العالم، بفضل إمكاناتها الهائلة، وهي بالفعل قوة إقليمية مؤثرة، لا حدود للتعاون المشترك معها.

تاريخ طويل يربطنا بالهند، ممتد عبر مئات السنين، قبل اكتشاف النفط بوقت طويل، تبادلنا التجارة معها منذ سنوات طويلة، اعتمدنا عليها في أشياء كثيرة، وأصبحنا فاعلين ومؤثرين في الاقتصاد الهندي، ونتبادل معها التجارة بمبالغ تصل إلى 60 مليار دولار، لذلك اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الهند في زيارته الرسمية هذه، التي جاءت بعد زيارة سموه إلى الصين قبل أشهر قليلة، لم يكن أبداً من باب المصادفة، فقادة الإمارات لا يؤمنون بالصدف، قدر إيمانهم بالتخطيط الاستراتيجي بعيد الأمد.

استعراض محمد بن زايد طابور الشرف داخل القصر الرئاسي، رُغم كونه بروتوكولاً متعارفاً عليه، وزيارة سموه شجرة زرعها الشيخ زايد قبل أربعين عاماً تقريباً في نيودلهي، ليسقيها اليوم بالماء، حملا للهند وللإمارات معاً رسالة عظيمة، رسالة اُختصرت في صورتين، الأولى للمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو يستعرض حرس الشرف في المكان ذاته، والقصر ذاته، والممر ذاته، وصورة حديثة لمحمد بن زايد يسير على الخُطى ذاتها، والرسالة هي أن هذه ليست خطوات استعراض حرس شرف، بل هي خطوات استكمال سياسة وحكمة وعبقرية زايد بن سلطان، رحمه الله، واستكمال مسيرة حب ونهج تعاون وعلاقات مميزة مع دولة وشعب أحبهما زايد، وما زرعه زايد طوال سنوات عمره سيحظى برعاية واهتمام محمد بن زايد، ليثمر حباً وعطاء وخيراً للجميع.

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد دفعت بالعلاقات الإماراتية ــ الهندية إلى أفضل مستوى، وكتبت فصلاً جديداً في صفحات هذه العلاقات، وهي خطوة إيجابية على مستوى التنسيق الثنائي والإقليمي، ولاشك في أن نتائجها ستكون ملموسة تباعاً لهذه الصفحة المميزة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر