كل يوم

الهند.. خيار المستقبل

سامي الريامي

الهند عالم مصغّر، عالم قائمٌ بذاته، تجد فيها كل شيء، وتستطيع الحصول منها على كل ما يمكن أن تجده في بقية العالم، هي قوة اقتصادية هائلة، تُصنّع كل شيء، وهي قوة نووية كبرى، وتستطيع الاستفادة من تجربتها في هذا القطاع، وهي سلة زراعية ومصدر مهم للغذاء، وهي طاقة بشرية هائلة تبلغ قوتها ملياراً و250 مليون نسمة!

لذلك كله وأكثر، يأتي اهتمام دولة الإمارات بتوطيد العلاقة مع الهند كخطوة استراتيجية حالية ومستقبلية، تُعزز توجه الدولة إلى مواصلة بناء العلاقات المتميزة مع جميع القوى الصاعدة في العالم عموماً، ومع جميع أنحاء آسيا خصوصاً، ولا شك أن الهند هي البوابة الرئيسة إلى تلك المنطقة، والإمارات هي الجسر الحقيقي الذي يربط الشرق بالغرب، والتقارب بين الدولتين أمر حتمي لمصلحة البلدين والشعبين، ولمصلحة مستقبل المنطقة وازدهارها.

• زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى نيودلهي هي فرصة حقيقية لتعزيز العلاقة الاقتصادية المتميزة بين البلدين، والعبور بها إلى مستوى أكثر شمولية وأوسع نطاقاً.

الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند، هي خطوة حيوية مهمة لتعزيز الصداقة والتعاون بين البلدين، فالبلدان لهما مصالح مشتركة في مواصلة توسيع التجارة والاستثمار بينهما، وفي تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية، وفي التنسيق والتشاور في مختلف التحديات والقضايا التي تمر بها المنطقة، فلا أحد في هذا العالم بمعزل عن مخاطر التشدّد والإرهاب، ولا أحد في العالم بمعزل عن المشكلات والأزمات.

الهند هي أكبر شريك تجاري للإمارات، في حين أن الإمارات هي ثالث أكبر شريك تجاري للهند، وحجم التبادل التجاري بينهما وصل إلى 60 مليار دولار عام 2015، وتبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في الهند ما يقارب من 10 مليارات دولار، لذلك فإن زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى نيودلهي هي فرصة حقيقية لتعزيز هذه العلاقة الاقتصادية المتميزة، والعبور بها إلى مستوى أكثر شمولية وأوسع نطاقاً، خصوصاً أن البلدين سيوقعان على عدد من الاتفاقات في القطاعات ذات الأهمية.

كما أن هذه الزيارة تمثل فرصة حيوية لمناقشة القضايا المشتركة مع الهند، وستسهم في دفع العلاقات العميقة والعريقة والقديمة بين الإماراتيين والهنود، التي تعود إلى قرون من التبادل التجاري والثقافي والإنساني، والإمارات كدولة حضارية متطورة ترغب وتأمل في تسخير هذه العلاقات لتوسيع آفاق التبادل الثقافي والاجتماعي بين البلدين، وهي في الوقت نفسه تتطلع إلى مستقبل مزدهر لروابط الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل.

صحيح أن الطابع الاقتصادي والتجاري يُعتبر الرابط الأقوى، خصوصاً أن هُناك صندوقاً للاستثمار الإماراتي الهندي تبلغ قيمته 75 مليار دولار أُعلن عنه أغسطس الماضي، ويركز على مشروعات البنية التحتية في مختلف أنحاء الهند، إلا أن العلاقات الإنسانية والثقافية بين البلدين قديمة وعريقة، وهي الأساس الذي أسهم في تفعيل وتطوير بقية أنواع العلاقات، وهذه الحقيقة يعرفها كثير من الإماراتيين والهنود من دون مبالغة أو تضخيم.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 
 

تويتر