السموحة

لماذا العين فقط؟

أحمد أبو الشايب

كلما ذكرنا دوري أبطال آسيا، فإن الاعتقاد البديهي الذي يذهب إليه أي شخص «ملم أو غير ملم» بكرة القدم، بأن نادي العين هو المنافس الأبرز والأقوى محلياً وخارجياً، وهذا ليس مجاملة للزعيم، بل حقيقة تفرض نفسها من واقع مسيرة الفريق ونتائجه، وعراقة سجلّاته التاريخية، وقدرته على منافسة و«مناكفة» خصومه حتى الرمق الأخير، فضلاً عن شخصيته وهيبته كنادٍ يضم في صفوفه أسماء رنّانة من اللاعبين، ويتمنى أن يخطب وده القاصي والداني.. لكن لماذا لا نفكر بالإنجاز إلا عن طريق العين؟ وماذا عن الباقين؟

• بين العين والأهلي، وما شاهدناه في مباراتي الشباب والجزيرة هناك دروس لمن أراد المنافسة في هذه البطولة الأقوى على صعيد القارة، بأن «الأماني ممكنة».

العين المرشح الأبرز في الإمارات، وبين جميع أندية آسيا مهما كان وضعه وموقفه في جدول الدوري، والكل يعمل له ألف حساب عند وقوعه في مجموعة تضم الزعيم الذي سبق له التربع على عرش القارة 2003 ووصل إلى النهائي 2005 عندما خسر أمام الاتحاد السعودي، فما بالك عندما يلعب اليوم في بطولة هذا الموسم وهو في أفضل حالاته، كمتصدر للدوري وليس لديه إلا منافس واحد على اللقب وهو الأهلي.

ومن حسن حظنا في الإمارات، ظهور الأهلي كفارس جديد في آسيا بإمكاننا الرهان عليه، وترشيحه بقوة للقب، خصوصاً أن الفريق بات يملك طموحات كبيرة، بعد مقارعته القوة الآسيوية العظمى المتمثلة في الصين، ووقوفه نداً أمام غوانزهو ومنافسته في التفاصيل كافة، بل ووضعه في موقف محرج وأجبره على اتخاذ أساليب ملتوية، خوفاً من مواجهة الأهلي، مثل التجسس ورفع أسعار التذاكر، التي صدرت بها عقوبة آسيوية رسمياً.

وبين العين والأهلي، وما شاهدناه في مباراتي الشباب والجزيرة في مستهل مشوارهما الآسيوي ليلة الثلاثاء هناك دروس لمن أراد المنافسة في هذه البطولة الأقوى على صعيد القارة، بأن «الأماني ممكنة»، خصوصاً أن الجزيرة الذي يمر بأسوأ مراحله حالياً، ولا يملك أي تاريخ آسيوي، ولم يسبق له الوصول إلى الدور نصف النهائي، بل لم يتجاوز دور الـ16، قهر السد القطري الذي يعد واحداً من أقوى الفرق تاريخياً، وحامل لقبها مرتين ويضم في صفوفه أبرز لاعب عالمي في المنطقة وهو الإسباني تشافي هرنانديز لاعب برشلونة سابقاً، ورغم ذلك إنهار أمام ضربات الترجيح التي نفذها لاعبو الجزيرة بهدوء تام وبطريقة لا تصدق.

قبل المباراة، لم يكن أحد يرشح الجزيرة على الورق، لكن منذ انطلاق صافرة اللقاء وحتى تنفيذ ركلات الترجيح، كان لاعبو فخر أبوظبي على قدر المسؤولية، خصوصاً علي خصيف الذي أكد أن الرجولة تظهر في الشدائد، ثم برزت خبرة علي مبخوت الدولية عندما سدد بأعصاب باردة كأنه يلعب مباراة ودية في «الفريج»، ولا أعرف ماذا نسمي كرة عبدالله موسى المجنونة التي لم أشاهد لها مثيلاً في حياتي؟

أداء الجزيرة بإمكاننا تكراره أمام أقوى الفرق المنافسة، واستنساخ منافسين إماراتيين قاريين جدد، بدلاً من اقتصار منافستنا على نادٍ واحد فقط.

الأهلي سيغيب آسيوياً هذا الموسم، وأملنا إلى جانب العين في النصر والجزيرة.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر