كل يوم

الإمارات حسمت المستقبل

سامي الريامي

الإمارات حسمت أمر المستقبل، واختارت الطريق الصحيح الذي يقي الأجيال المقبلة مخاطر نضوب النفط، أو تقليل الاعتماد عليه، واختارت طريق التكنولوجيا والابتكار في كل شيء، الابتكار في الحاجات، وفي تقديم الخدمات، ودعم الاقتصاد، والتنمية الشاملة.

اختارت الإمارات بناء الإنسان وبناء العقول، وذلك من أجل رسم واقع معرفي جديد، نواكب فيه الثورة التقنية العالمية الجديدة والمستقبلية، فالثروات المستدامة للأجيال، كما قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة: «ستعتمد على العلم والمعرفة والتقنية والابتكار».

• لا إبداع إذا لم تكن هناك بيئة مهيأة له، ولن يكون هناك ابتكار قبل وجود الإبداع، إنه ثالوث التطور والابتكارات.

لا إبداع إذا لم تكن هناك بيئة مهيأة له، ولن يكون هناك ابتكار قبل وجود الإبداع، إنه ثالوث التطور والابتكارات، والإمارات وفرت اليوم بيئة مناسبة جداً للإبداع والابتكار، هذه البيئة خلقها الإيمان الصادق من القيادة الرشيدة، بضرورة إعداد جيل اليوم لمستقبل ما بعد النفط، فـ«الابتكار في الحكومات ليس ترفاً فكرياً، أو تحسيناً إدارياً، أو شيئاً دعائياً، بل هو سر بقائها وتجددها، وهو سر نهضة شعوبها وتقدم دولها، وإذا استطاعت الحكومة توفير أفضل بيئة ابتكار لموظفيها، فنستطيع توفير أفضل مستقبل لشعبنا ولأبنائنا»، هذا ما قاله ويؤمن به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

ما يحدث في الإمارات من انتشار عدوى الإبداع والابتكار الحميدة جداً، شيء مشرّف يدعو إلى التفاؤل والفخر، في ظل ظروف عربية معظمها محبط، فالعزف هنا مختلف، والوتيرة التي تسير بها الإمارات نحو المستقبل والتطور لا مثيل لها، لذلك لا خوف على أجيال ما بعد النفط من مغادرة البرميل الأخير منه، فما يفعله قادتنا اليوم من توجه نحو التكنولوجيا والابتكار سيجعلهم رواداً في ذلك الزمن، ويجعلهم يمتلكون زمام المبادرة والتفوق، وعيش حياة كريمة هانئة بفضل تنوع مصادر الدخل، والتطور التقني الذي سيعوضهم غياب دخل النفط.

الابتكار باختصار هو إيجاد وسائل تجعل حياة الناس أسهل، وفي ظل هذا المفهوم تسير الإمارات بخطى واسعة وثابتة، وتنتقل من مرحلة إلى مرحلة أعلى، برشاقة مبنية على استراتيجيات مدروسة وواثقة، فمن الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية، ومنها إلى عالم الإبداع والابتكار، من خلال إطلاق 100 مبادرة وطنية في مختلف القطاعات الحيوية.

وللوصول إلى نتائج جيدة لابد أن يكون العمل مؤسسياً بمعنى وجود استراتيجية شاملة، وَجِهةٍ داعمة، وأموال حاضرة، وآليات واضحة ومعتمدة، لذلك جاء قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد سريعاً وفورياً، فأعلن، أمس، عن إطلاق «صندوق لدعم مشاريع الابتكار» بقيمة مليارَيْ درهم، بهدف «تأسيس أفضل بيئة مالية لدعم الابتكار والمبتكرين».

هذا «الصندوق سيمول الأفكار الابتكارية في التقنيات والمنتجات والخدمات الحاصلة على ملكية فكرية للأفراد والشركات، فحلقة الابتكار لا تكتمل، وعجلته لا تدور، من دون بيئة مالية داعمة، ومؤسساتنا التمويلية شريك».

مسيرة الإمارات تمر اليوم بنقطة تحول رئيسة وجوهرية، ووصلت الدولة مع وصولها عامها الرابع والأربعين إلى مكانة عالمية راقية، غير مسبوقة في شكلها وزمنها وكيفية نهوضها ونموها، وهذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا وجود رؤية شاملة تسبق الحاضر، لتنظر إلى أقاصي المستقبل، وتستبق الزمن لترسم مجتمعاً أفضل للأجيال المقبلة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر