«الفاشنستا والمداحيب الجدد»

يتكاثرون بطريقة عجيبة، يوجدون في كل مكان، في وسائل التواصل الاجتماعي ومعارض البازار والمناسبات والندوات والمطاعم ومحال الكافيه وفي كل مكان قد لا يخطر على بالك، تحولوا إلى ظاهرة في المجتمعات الخليجية، أغلبهم من الخارج «هالله الله»، ومن الداخل غازات مضرة بالصحة والبيئة والمجتمع!

يعتبرهم البعض إعلاميين وإعلاميات يقدمون رسالة بمضمون مختلف، هنا لا أقول سوى كرم الله الإعلام وأهل الإعلام عن هذه الأشكال، وآخرون يرونهم مجرد ظاهرة ستنتهي سريعاً كما بدأت، فهذه الظاهرة ليست إلا نتاج الانفتاح وتردي أذواق النطيحة والمتردية التي جعلت من كل عاهة قدوة يريد الكثير تقليدها.

عندما يكون العدد بسيطاً جداً قد نتجاهل الموضوع، إنما هناك تكاثر غير طبيعي وتقليد أحمق لما يفعلونه فيجب أن تكون هناك وقفة، مع علمي التام أنّ ما نكتبه لا يقدم ولا يؤخر فالذوق العام تحول إلى مستنقع مملوء بالآفات والحشرات والجراثيم!

يرقص فيتحول إلى أحد المشاهير في غضون يوم واحد، تستقبله الجماهير في كل مكان، تلتقط الـ«سيلفي»، وتُعقد الندوات ليتحدث فيها مثل العظماء ويشرح للحاضرين كيف جعل من نفسه مشهوراً، فتصفق الجماهير الحاضرة التي لا تكف عن تعاطي حبوب التخلف والحماقة.

وبعد الشهرة سواء للراقصين والراقصات أو غيرهم، يتذوق الطعام في المطاعم مقابل مبلغ وقدره ليقول إن الطعام لذيذ وشهي، ارتداء العباءات والأزياء مقابل عباءات مجانية، الترويج للفعاليات له ثمن، والأسوأ من ذلك عندما تكون المشاركة في الفعاليات الوطنية من أجل المال فقط لا غير.

الصغار وبعض «المداحيب» يريدون أن يصبحوا «فاشنستا» ومشاهير وعارضي أزياء، جُل الموضوع بدأ يتحول في كيف يصبح مشهوراً حتى لو كانت الشهرة تعني أن يجعل من نفسه «مسخرة»، لا مشكلة في أن «يمرمط» نفسه، وبعد الشهرة ستأتي الأموال والمعجبون والمعجبات.

مشكلتنا عندما نجعل من هؤلاء قدوة، تخيل أن بعض الأمهات يزرعن في عقول بناتهن أن هؤلاء من صفوة المجتمع. الواحد منهم «لا هشة ولا بشة ولا من المعاني طشة»، ومع ذلك تستضيفهم القنوات الفضائية والجامعات، ويظهرون في الصحف، وفي ستين ألف مكان محترم وغير محترم.

لست متفائلاً أبداً، فالحال من أردى إلى أردى، والقادم لا يبشر بخير طالما أنّ العقول لا تميز بين الخبيث والطيب، لقد أصبنا بأمراض مزمنة ونحن نعيد ونكرر: توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .